صحة حديث:(إن لله تعالى سبعة عشر نوعا من الخلق)
السؤال :
ما مدى صحة هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تعالى سبعة عشر نوعا من الخلق السماوات السبع والأرضون السبع وما فيها عالم واحد من ذلك)
الإجابة
هذا الحديث لا أصل له في كتب السنة ولا يذكر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا في كتب الرافضة قبحهم الله وغالب الظن أن هذا الخبر من الإسرائيليات ودونك البيان:
فقد رواه الطبري وابن أبي حاتم في تفسيرهما عن أبي العالية قال الحافظ ابن كثير: “وهذا كلام غريب، يحتاج مثله إلى دليل صحيح
ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب (العظمة) عن وهب بن منبه ولفظه:(إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفَ عَالَمٍ، الدُّنْيَا مِنْهَا عَالَمٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، خَلَقَ فِي الْأَرْضِ أَلْفَ أُمَّةٍ، سِوَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، وَالشَّيَاطِينِ وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، أَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ، وَسِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ)
ورواه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية بلفظ: وَهْبٍ، قَالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفِ عَالَمٍ الدُّنْيَا، مِنْهَا عَالَمٌ وَاحِدٌ، وَمَا الْعِمَارَةُ فِي الْخَرَابِ إِلَّا كَفُسْطَاطٍ فِي الصَّحْرَاءِ).
وَذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ بسنده، في تاريخه، فِي تَرْجَمَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ -وَهُوَ آخِرُ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وَيُعْرَفُ بِالْجَعْدِ وَيُلَقَّبُ بِالْحِمَارِ -أَنَّهُ قَالَ: “خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَالَمٍ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ عَالَمٌ وَاحِدٌ وَسَائِرُ ذَلِكَ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ“، ونقله عنه الحافظ ابن كثير في تفسيره.
قلت: الأسانيد السابقة كلها واهية، لا يصح منها شيء، وهي غير موصولة أصلاً، فلم تُرفع للنبي صلى الله عليه وسلم، ناهيك عن النكارة والاضطراب في المتن، والذي يظهر لي والله أعلم؛ أنها من الإسرائيليات، كيف لا ومن رواتها وهب بن منبه والله أعلم.
2021-09-21 10:54:04