"صحة حديث "اللهم أعطي كل منفق خلفًا
السؤال :
ما معنى الحديث اللهم أعط كل منفق خلفا، وأعط كل ممسك تلفا وأحياناً أدخر بعض المال فهل أعتبر من الممسكين؟
الإجابة
هذا الحديث الذي ذكرته رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أَبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلا مَلَكانِ يَنْزلاَنِ، فَيقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تلَفًا. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ قال الإمام النووي : قال العلماء : هذا في الإنفاق في الطاعات ومَكارِم الأخلاق وعلى العيال والضِّيفان والصدقات ونحو ذلك‘ بحيث لا يُذَمّ ولا يُسَمّى سَرَفا‘ والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا . اهـ .
وليس معنى الحديث أن كل عبد من عباد الله ينزل عليه ملكان، وإنما يكون نزول الملكين بناحيتين فيدعوان بما ورد, كما جاء عند أحمد وغيره من حديث أبي الدرداء – رضي الله عنه – فقد قال القسطلاني رحمه الله: وكذا أخرجه من حديث أبي الدرداء أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه، والبيهقي من طريق الحاكم بلفظ: ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين: يا أيها الناس, هلموا إلى ربكم, إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى, ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين: اللهم أعط منفقًا خلفًا وأعط ممسكًا تلفًا، وأنزل الله في ذلك قرآنًا في قول الملكين: يا أيها الناس, هلموا إلى ربكم في سورة يونس: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} [يونس: 25] وأنزل الله في قولهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا وأعط ممسكًا تلفًا {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى} إلى قوله: {للعسرى} [الليل: 1 – 10] وقوله بجنبتيها: تثنية جنبة بفتح الجيم وسكون النون, وهي الناحية. انتهى إرشاد الساري 3/37 {.
2021-09-21 10:54:04