فتاوى

مستحبات الاعتكاف هي التفرغ للعبادة فإذ يحرص المعتكف إذا دخل المساجد أن يقبل على العبادة بأنواعها المتنوعة مثل على سبيل المثال القراءة والصلاة والذكر والدعاء ونحوها ، فالأعمال هذه التي ينبغي للإنسان أن يتفرغ لها أكثر، فيكثر من ذلك وليس معنى هذا أنه لا يباح له الكلام مع أحد أو المؤانسة، أو غيرها ليس معنى ذلك بل يجوز له هذا ، لكن يقلل منها ما استطاع يعني لا يكثر من حديث النفس ومقابلتهم وضياع الأوقات ، يحرص أنه لو فعل ذلك جاز، كما ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه إحدى أمهات المؤمنين فتمكث عنده ساعة؛ أي تحادثه ثم تنصرف فهذا مشروع لا بأس به الإنسان في خروج معتكفه ولا يضره أن يأتيه أحد ويجالسه أو يؤانسه بكلام ونحوه، فهو مباح وقد فعله صلى الله عليه وسلم أيضًا يجوز له أي المعتكف أن ينام أو يتخذ مكانًا معينًا في المسجد ربما كان في السابق النبي صلى الله عليه وسلم يتخذ خباءً يعني  ينقطع عن الناس وإن كان في المسجد ، فيدخله يعني يدخل في معتكفه ، يدخل في هذا المعتكف ؛ لينقطع عن الناس حوله لكن اليوم ربما هذا غير متيسر أو غير معهود يعني إذًا لا بأس الإنسان يضع له مكاناً معيناً في المسجد ويكون هو معتكفه لا بأس أن ينام وهو بحاجة لذلك من ضرورة يعني الإنسان ما هو ما يستطيع أن يكون مستيقظاً في سائر الأحوال ، لكن ينام وله أن ينام وهذا يعني مشروع له وهذا شأن المعتكف يعني لابد أن يفعله أيضًا كذلك يباح له أن يقضي حاجته ؛ فخروجه لقضاء الحاجة خروج مشروع ومثل قضاء الحاجة مثل معلوم يعني إذا أراد التخلي، و كذلك الاغتسال والوضوء وإن توضأ أو تيسر له ذلك فلا بأس ، لكن الغالب أن يكون هذا خارج المسجد خصوصًا في هذه الأزمنة في دورات المياه خارج المسجد في الغالب ،وإن كانت من منافع المسجد أو تابعة له لكنها لا تعد داخل المسجد عمومًا أو بإمكانه أن يذهب إلى البيت حتى ذهابه للبيت لهذه الأغراض لا بأس بها لهذا الغرض ، إن وجدها متيسرة في المسجد والغالب إلى هذه الأزمنة أن في دورات مياه وغيرها فيقضي فيها حاجتها و هو أولى  والأكل كذلك والأكل والشرب الأكل ذلك بإمكانك إن لم يتيسر له أن يأكل في المسجد فلا بأس أن يأكل في بيته ، فخروجه لمثل هذه الحاجات الضرورية لا تقطع الاعتكاف، حتى وإن كان الاعتكاف واجبًا أي منذورًا أما خروج الإنسان بغرض آخر لمنصرف في أمور دنياه ومنصرفًا لغير حاجة ويقضي مدة أطول فيها فهذا من مبطلات الاعتكاف ولا يعد معتكفًا من فعل ذلك.