"معنى "وإنها لكبيرةٌ إلا على الْخٰشِعينَ
السؤال :
ما معنى قول الله عز وجل في الصلاة {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخٰشِعِينَ} [البقرة: 45]؟
الإجابة
لا شك أن الصلاة عماد الدين، و أحد المباني العظام، و أحد أركان الإسلام، ومن ثم فإن الله -سبحانه وتعالى- توعد مَن يتخلفون عنها، فقال: { َخَلَفَ مِنۢ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلٰوةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوٰتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، فهذه الصلاة هي الفارقة بين المسلم وبين غيره، كما جاء في صحيح مسلم: "إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاة"، فهي صلة بين العبد وربه، وربنا سبحانه وتعالى في هذه الآيات التي ذكرتُها يقول: "و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين"، أي أن الله -سبحانه وتعالى- قد جعل في الصلاة طمأنينة، وسكينة، وجعلها سهلة يسيرة لمن عرف قدرها، وقام بحقها، وخشع فيها، فهو يتلذذ بهذه العبادة، وتقر عينه بها، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" أخرجه النسائي، وأحمد بلفظ مشابه، وأما من لا يؤدي حقها، ولا يقيم أركانها، فإنه يشعر بلا شك بثقل الصلاة، ولهذا ذكر ربنا -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم، أن صنفًا من الناس، وهم المنافقون، إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، لماذا؟ لأنهم لا يعرفون قيمتها، ولا يعرفون مكانتها، ولا يعرفون منزلتها عند الله، فلهذا تثقل عليهم، وهنا يُرغّب الله -سبحانه وتعالى- الناس، ويدعوهم إلى أن يعطوا هذه الصلاة حقها من الخشوع، والخضوع، والسكينة، وحينئذ يجدون فيها الراحة، والطمأنينة.
2021-09-12 07:05:02