منزلة عشر ذي الحجة بين الأيام
السؤال :
حدثنا عن عشر ذي الحجة ومنزلتها بين الأيام. |ــــــــــ| فضيلة الشيخ الأحاديث كذلك في فضل العشر الأخيرة من رمضان ووردت الأحاديث كما ذكرت بارك الله فيك حديث عبد الله بن عباس ف أيهما أفضل هل العشر الأخيرة من رمضان أم العشر الأول من ذي الحجة أم يفرق ما بين الليل في الليالي رمضان والنهار؟
الإجابة
أفضل عشر ذي الحجة هي أفضل أيام الدهر هكذا على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أيام الدنيا هذه العشر أو عشر ذي الحجة ولا غرابة أن تكون أفضل أيام الدهر، و أفضل أيام الدنيا، وذلك لأمور منها أن فيها يوم عرفة ذلك اليوم العظيم، اليوم الذي يباهي الله سبحانه وتعالى بأهل الأرض أهل السماء الذي ما رؤي الشيطان فيه أكثر اندحاراً، وانكساراً، و ألماً، و أسفًا من تنزل رحمات الله ومغفرته على أهل الموقف، ذلك اليوم العظيم الذي ينجي رب العالمين سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا ليباهي ملائكته بأهل هذا الموقف، وفضله مشهور ومعلوم للجميع فيه يوم النحر والذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر اليوم الثاني الذي بعده) هذا من جانب.
الجانب الآخر أن العبادات الكُبرى في الإسلام لا يمكن أن تجتمع في أي وقت آخر غير هذه الأيام، لو أخذنا مثالاً رمضان يمكن الصوم فيه، ويمكن الصلاة فيه، ويمكن الصدقة، والزكاة و طبعاً الناس مستمرون على لا إله إلا الله التي هي الركن الأول من أركان الإسلام، إذاً أركان الإسلام الأربعة موجودة هل يستطيع الإنسان أن يحج في رمضان؟ لا يمكن، أما في هذه العشر فالحج هو ركنها وعبادتها الشهيرة وفي نفس الوقت يستطيع الإنسان أن يُصلي، ويستطيع الإنسان أن يُزكي أو يتصدق الصدقات النافلة، ويستطيع الإنسان أن يصوم، إما فرض قضاء أو أن يصوم نافلة مع استمراره على توحيد الله سبحانه وتعالى، فاجتمعت العبادات أو أركان الإسلام كلها في هذه العشر، بالإضافة إلى الأمر الآخر وهو تفضيل العمل فيها على غيرها من الأيام، فالرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس وغيره( ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيها من هذه الأيام العشر، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء معلوم مكانة الجهاد في سبيل الله، و أنه ذروة سنام الإسلام) ومع ذلك العمل الصالح الذي يعمله الإنسان في هذه الأيام العشر أفضل من جهاد المجاهدين، إلا في حالة واحدة وهي أن يكون هذا المجاهد قد قتل دمه وعقر جواده، و أُخذ ماله هنا يكون المجاهد أو عمل المجاهد أفضل من عمل العامل في هذه الأيام العشر ماذا يريد الإنسان أكثر من هذا؟ هذا عن فضلها.
ـــــــــــــــــــ
أولاً أنه بالإجمال العشر ذي الحجة أفضل من عشر رمضان، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (ما من أيام) في سياق نكرة في سياق النفي فهي عامة يشمل كل الأيام في رمضان، وفي غير رمضان هذا جانب، فبالتالي العمل في أيام العشر أفضل من العمل في تلك الأيام، لكن بعضهم نظر إليه من جانب آخر، و أن في ليالي العشر الأخيرة من رمضان ليلة القدر وليلة القدر لا يعدل فضلها شيء خير من ألف شهر فمن هنا قال ليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة، و أيام العشر الأولى من ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأخيرة من رمضان، وعلى العموم هذا فضل الله واسع وينبغي أن لا يشغلنا التفاضل بينهما عن العمل فيهما، وتكريس هذا العمل والاستزادة من الأعمال الصالحة في العشرين.
2021-11-15 07:31:43