نبش مقابر المسلمين وفيها العظام
السؤال :
مع العلم أن فترة المسح مرت عليها أكثر من أربعين سنة، وقد حاول بعضهم نبشها قبل سنوات فظهرت بعض العظام المتفرقة.|
الإجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يظهر من السؤال أن الكل يعرف أن هذه الأرض مقبرة من مقابر المسلمين، ويقر بذلك، وأنها مسحت أيام الحزب الذي لم يكن يقيم وزناً للشرع ولا لحرماته، وقد زال الحزب وسلطانه وجاء من يحب أن يعرف حكم الله حتى لا يتجاوزه، وعليه فأقول:
مقابر المسلمين محترمة لحرمة من دُفن فيها، وقد أحاطتها الشريعة بما يحفظ لها كرامة الأموات، وقرر العلماء بمقتضى ذلك أن المقبرة يحرم نبشها أو التصرف فيها أو تحويلها إلى شيء آخر ما لم تبل الأموات الذين فيها - أي يصبحوا تراباً - فما دام أن هناك عظام من عظام الموتى لم تتحلل فلا يجوز نبشها إلا لضرورة قصوى، وحيث أن هذه الساحة حينما حفر بعض أجزائها وجد فيها عظام قائمة لم تتحلل؛ فإنه لا يجوز التصرف فيها بأي شكل من الأشكال التي سألتم عنها، بل الواجب تسويرها وحفظها من امتهان الناس لها، فإن أمكن الدفن فيها فلا حرج، وإن لم يمكن فتبقى كما هي حتى تفنى ما فيها من العظام، ولا يجوز تشجيرها وزراعتها؛ لأن ذلك يجعلها بمثابة الحديقة التي يرتادها الناس ويمتهنونها، فإن قال قائل: إنًّ العلماء قد رخصوا في نبشها للضرورة، فأقول: ليس هناك ضرورة في هذه الحالة، والله أعلم .
2021-10-10 08:08:51