حرمة العادة السرية
السؤال :
هل العادة السرية حرام ولماذا؟
الإجابة
الصحيح من أقوال أهل العلم أن العادة السرية محرمة لقول الله تعالى:(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) فالعادة السرية داخلة في قوله تعالى فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ولا يلتفت للأقوال الأخرى المرجوحة والتي قد يفهم منها إباحة ممارسة العادة السرية فجمهور العلماء يقول بتحريمها، فالمالكية والشافعية يقولون بتحريمها وأما الأحناف فيقول العلامة الزرقا في بيان مذهبهم: قالوا: “إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة: أن لا يكون الرجل متزوجاً، وأن يخشى الوقوع في الزنا -حقيقة- إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه.
والحاصل أن القواعد العامة في الشريعة تقضي بحظر هذه العادة لأنها ليست الوسيلة الطبيعة لقضاء الشهوة، بل هي انحراف، وهذا يكفي للحظر والكراهة، وإن لم يدخل في حدود الحرام القطعي كالزنا، ولكن تحكم هنا قاعدة الاضطرار أيضاً من قواعد الشريعة، فإذا خشي الوقوع في محظور أعظم كالزنى أو الاضطرابات النفسية المضرة، فإنها تباح في حدود دفع ذلك على أساس أن الضرورات تقدر بقدرها”. إلخ انتهى
ويراجع كتاب أضواء البيان (5/525) عند تفسير آية (5_7) من سورة المؤمنون) لمحمد الأمين الشنقيطي .
ثم إنه من المعلوم أن للعادة السرية آثار خطرة على المدمن عليها فقد أفتى به الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق حيث قال: “ومن هنا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول، وذلك يوجب التحريم، ومما يساعد على التخلص منها أمور، على رأسها: 1- المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد . 2- وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح. 3- ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات. 4- توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة كالرسم للزهور والمناظر الطبيعة غير المثيرة. 5- ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار. 6- الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس. 7- عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها. 8- عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي. 9- البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود. وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل، وتغري بالسوء”. انتهى. انظر مجلة الأزهر المجلد الثالث، صفحة 91 عدد شهر محرم 1391هـ
فعلى من ابتلي بهذه العادة القبيحة أن يلتجئ إلى الله عز وجل بأن يخلصه منها وعليه الابتعاد عن المناظر المثيرة للشهوة ويكثر من صيام النوافل ففي ذلك علاج ووقاية إن شاء الله وعليه بالتوبة النصوح ويتوب الله على من تاب والله الموفق
2021-09-25 12:07:36