ادّعى لغيرأبيه وهو يعلم
السؤال :
أنا الولد الوحيد لأبي لفترة طويلة وحتى بلغت من العمر صار لي أخ كانت والدتي ترعاه وكنت أتعامل معه وكأنه أخ لي إلى حين وفاة والدي حينها أخبرتني أحد قريباتي من جهة والدتي بأن الذي أعتبره أخ لي ليس بأخ لي بل أنّه تمّ تبنيّه ودارت الأمور إلى حين علمت من أنّ الشرع هو استناداً للآية ( ادعوهم لآبائهم ..) تقدمت بدعوى إلى القضاء بإسقاط نسب ذلك الولد حتى أصحّح ما وقع فيه والدي من خطء في مخالفة الشرع نتيجة عدم علمه وإدراكه هذا واستمعت المحكمة إلى شهادة من جهة والدي ووالدتي والتي جاءت متضاربة حيث أن الشهود من جهة والدي جاءت شهاداتهم تحت مبرّر الحفاظ على سمعة العائلة خلافاً لبراءة الذمّة أمام الله ورسوله مما زاد ذلك في حيرتي فنصحت أن أطالب المحكمة بالموافقة بيني وبين ذلك الشخص من عدمه .|إنني قد تابعت الفحص المختبري بأنّ له فائدة إيجابية في إثبات الأشخاص ، وما مدى شرعيّة هذا الفحص وما الحكم الشرعي فيه ؟
الإجابة
البصمة الوراثيّة لا تُقدّم على النصوص الشرعيّة المحكمة كالشهادة والإقرار إذ أن الأمور على اختلافها يجب أن تدور في فلك النصوص الشرعيّة وقد أخرج مسلم في صحيحة أنه عليه الصلاة والسلام قال :( من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنّة عليه حرام ) وقال تعالى :(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ...) الآية ، فهذه النصوص توجب العمل بإقرار النسب وتحريم التبنّي في الإسلام ، وحيث أن النسب المذكور في السؤال حصل في إثباته نزاع من بعض الشهود وقد أراد الأخ أن يتحقق من صحّة نسب ذلك المُلحق بأبيه عن طريق البصمة الوراثيّة فالأمر في ذلك يخضع لتقدير المحكمة من حيث قبول البصمة الوراثيّة كقرينة في حل النزاع أو عدم قبولها .
وبالله التوفيق وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعه .
2021-11-16 10:24:48