الصلاة على النبي وأنا داخل الصلاة
السؤال :
إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم من خطيب الجمعة أو من غيره وأنا أصلي ركعتين هل عليا أن أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في صلاتي؟
الإجابة
إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء الخطبة وأنت تصلي النافلة فيجوز لك أن تصلي عليه في نفسك لأنه يتجوز في النافلة مالا يتجوز في الفريضة وأما في الفريضة سواء كنت في جماعة أو كنت منفرداً فلا يشرع ذلك لأنه لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه كان في صلاة الفريضة إذا مر بآية رحمة ومغفرة طلب من الله المغفرة والرحمة وإن مر بآية عذاب استعاذ بالله وإنما نقل ذلك عنه في صلاة النافلة فقط‘ وإذا كنت خلف الإمام في مثل التراويح في رمضان وسكت يدعو دعوت أنت أيضاً، أو إذا سكت يصلي عليه صليت أنت، أما إذا استمر ولم يتوقف فتنصت لأنك مأمور بالإنصات‘ ففي حاشية قليوبي وهو شافعي المذهب يقول : (تنبيه) قد علم أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تكون ركنا تارة كالتشهد الأخير، وبعضا تارة كالأول، وسنة تارة عند سماع ذكره، ومكروهة تارة كتقديمها على محلها. انتهى ويجوز المالكية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماع ذكره في الفريضة أو النافلة أو أثناء الخطبة لكنهم يشترطون أن تكون سراً مع عدم الإكثار منها، ففي المنتقى للباجي وهو مالكي يقول : ولأن إجابته بالتلبية والتعظيم له والصلاة عليه من الأذكار التي لا تُنَافى بالصلاة بل هي مشروعة فيها، وقد قال ابن حبيب: إذا سمع المأموم ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة والخطبة فصلى عليه أنه لا بأس بذلك ولا يجهر به ولا يكثر منه. ومعنى قوله: ولا يجهر به؛ لئلا يخلط على الناس. ومعنى قوله: ولا يكثر؛ لئلا يشتغل بذلك عن صلاته. انتهى أما الأحناف فيرون بطلان الصلاة إذا كانت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - جواباً لسماع ذكره؛ إلا إن كانت ابتداء، ففي فتح القدير لابن الهمام وهو من فقهاء الحنفية يقول: ولو صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - جوابا لسماع ذكره تفسد؛ إلا ابتداء. انتهى. وتلخص من هذا أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماع ذكره أثناء الصلاة سنة عند الشافعية، مشروعة عند المالكية، مبطلة للصلاة عند الحنفية وقول الشافعية والمالكية أقرب للصواب لأنه كما أسلفنا يجوز في النافلة ما لا يجوز في الفريضة والله الموفق.
2021-09-18 07:53:01