الأنبياء ودعاء غير الله
السؤال :
هل الأنبياء كانوا يدعون غير الله كما قيل |عن أيوب؟
الإجابة
لا، بأيوب عليه السلام ولا بغيره أنه لم يدعو الله جل وعلا ، لكن لا يستعجلون الإجابة يعني قد يدعو الداعي ويسأل الله جل وعلا ولا يحصل له الإجابة مباشرة ، يتأخر الإجابة هذا بحكمة الله جل وعلا الله يحب من عبده تذلل ودعائه ،والدعاء هو عبادة ويؤجر عليه وربما تأخر له ليرفع الله مقامه بهذا الابتلاء وأن يرفع الله عز وجل قدره بهذا الدعاء مع كثرة الدعاء وكثرة الإلحاح والرجاء من الله جل وعلا ، يحصل لهم بعد ذلك يعني أجرًا مضاعفًا لما حصل له من ذلك فهو دعا ، لكن دعاؤه أن يرفع عنه ربي إنِّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فكشفنا ما به من ضر فالله جل وعلا كشف ما به ضر لما سأل الله سؤالاً خاصًا يتعلق بما نزل به هذا أولًا ، أمَّا بالنسبة للدعاء لا شك أن من نظر إلى أحوال الأولياء وأعظم أولياء الله جل وعلا هم الأنبياء الرسل عليهم السلام ، فانظر إلى أدعيتهم ومقاماتهم وكيف حالهم في الدعاء فلهم أدعية كثيرة والغالب عليها أنهم لا يدعون على أقوامهم إلا في نهاية أمرهم ، كثيرًا ما يدعون إلى صلاح قومهم في النهاية ، كما قال الله عز وجل في قصة نوح عليه السلام متى دعا على قومه بعد تسع مئة وخمسين سنة قال ربي إني مغلوب فانتصر، تنتصر على السماء بماء منهمر وفجر الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر، الآيات هنا الدعاء على الناس لا ينبغي أن يكون من أول الأمر يعني مع أنه يعني الإنسان المظلوم له أن يدعو على ظالمه ، لكن لو صبر خير ولمن صبر غفر الله له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" ، لما جاء جبريل وأخبره قال أنَّ ملك الجبال معي إن شئت لأطبقن عليهم الأخشبين ، قال لا عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله جل وعلا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين حتى لأعدائه هو رحيم ، رحيم بأن ينجيهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، قد جاءكم رسول من أنفسهم وعزيز عليه ما عنتم حريص عليكم، إجابة الله جل وعلا بشدته خشيته على الناس ورأفته بهم ورغبته في هديتهم ، أنزل الله جل وعلا قوله :"فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً"] سورة الكهف : 6[ ، باخِعٌ يعني مهلك نفسك فلا تذهب نفسك حسرات عليك ، فإذا لشدة وجدها على قومها أنه لم يستجيبوا ، فبين الله جل وعلا أن يصبر عليهم.
2021-12-15 13:43:07