0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العقيدة/ التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم
التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم
السؤال :
س:ما حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكيف توزن الأعمال وما ورد في الحوض المورود؟|
الإجابة
ج:اعلم أنه لا مانع من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالصلاة في المواضع التي كان يصلي فيها أو التي صلى فيها ولو مرة واحدة مثل صلاته في مسجده صلى الله عليه وآله وسلم وفي الكعبة وفي مسجد قباء وقد جاء في كتب الحديث أن بعض الصحابة تبركوا بشعره ومنهم من تبرك بعرقه ومنهم من تبرك بريقه بل إن ذلك مستحب وخصوصاً التبرك بالمواضع التي صلى فيها بأبي هو وأمي
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
ونقول في الجواب عن السؤال الثاني اختلف العلماء في هذه المسألة فقال بعضهم أن الأعمال هي التي توزن لأصحابها وذلك لأنها وإن كانت أعراضا إلا أن الله يقلبها يوم القيامة أجساماً توزن كما توزن سائر الأجسام قال البغوي يروى هذا عن ابن عباس كما جاء في الصحيح من أن سورتي البقرة( ) وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف.
ومن ذلك ما في الصحيح قصة القرآن وأنه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللون فيقول: من أنت فيقول: أنا القرآن الذي أسهرت ( ) ليلك وأظمأت نهارك وفي حديث البراء في قصة سؤال القبر فيأتي المؤمن شاب حسن ( ) اللون طيب الريح فيقول من أنت فيقول : أنا عملك الصالح وذكر عكسه في شأن الكافر والمنافق.
وقيل يوزن كتاب الأعمال كما جاء (في حديث البطاقة أن السجلات توضع في كفة والبطاقة في كفة قال في آخر الحديث فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء باسم الله الرحمن الرحيم)( ) .
ذكر معنى ذلك الشيخ (عبدالعزيز السلمان) فيما كتبه عن (العقيدة الواسطية لابن تيمية) رحمه الله قال العلامة (محمد بن اسما عيل الأمير الصنعاني).
إذا تفكرت في ذنوبي خفت على قلبي احتراقه
لكنه ينطفي لهيبـي بذكر ما جاء في البطاقة
وقيل يوزن صاحب العمل مع عمله ويشهد له ما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنه قال انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة قال اقرءوا إن شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً)( ) وروى الإمام (أحمد) أن بعض أصحاب النبي ضحكوا من ابن مسعود الذي كان دقيق الساقين وان الريح كانت تكفيه فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مم تضحكون قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد)( ) وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحاً فتارة توزن الأعمال وتارة توزن محالها وتارة يوزن صاحبها كما نص على معنى ذلك الشيخ (عبدالعزيز) فيما حرره على (العقيدة الواسطية) أو يقال في مثل هذا آمنا بالله وبما جاء من طرق صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونفوض تفسير ذلك كله إلى الله كما آمن به السلف رضوان الله عنهم .
والجواب عن السؤال الثالث أن الحوض هو الحوض المورود الذي جاءت بذكره الأحاديث الصحيحة المتواترة( )وموضعه في عرصات القيامة ومعنى الإيمان به التصديق الجازم بأنه لا بد من وجوده في يوم القيامة تصديقاً للأحاديث الصحيحة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى والذي يرده هم أمته صلى الله عليه وآله وسلم ومسافته شهر وعدد كيزانه كنجوم السماء كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كحديث (عبدالله بن عمر) و(عبد الشحني) وغيره.
والجواب على السؤال الرابع أن خلاصة ما جاء في الأحاديث أنه مورد عظيم من شرب من ماءه لا يظمأ أبدا.
وأن طوله وعرضه سواء وأن كل زاوية من زواياه مسافة شهر كما في بعض الروايات وجاء في بعض الروايات ما بين (بصري) و(صنعاء).
وأما من أين يمد هذا الحوض فقد ورد ما يدل على أنه يمد من شراب الجنة وهو نهر الكوثر الذي جاء وصفه في الحديث الصحيح بأنه اشد بياضاً من اللبن وأبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريحاً من المسك قال بعض العلماء:
وحوض رسول الله حقاً أعـده له الله دون الرسل ماء مبـردا
ويشرب منه المؤمنون وكل من سقى منه كأسا لم يجد بعد صـدا
أباريقه عدّ النجوم وعرضـه كـ(بصرى) و(صنعاء) في المسافة حددا
ومن أراد أن يطلع على الأحاديث الواردة في الميزان والحوض فعليه بمطالعة ما ذكره (المنذري) في (الترغيب والترهيب) و(ابن كثير) في (نهاية البداية) ومن الأحاديث التي ذكرها (ابن كثير) في كتابه هذا الحديث المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن)( ) والجدير بالذكر أنه ورد في (صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (أنا عند حوضي يوم القيامة أذود عنه الناس لأهل اليمن)( ) هكذا جاء في الحديث الذي رواه ثوبان وأخرجه مسلم بلفظ (لأهل اليمن) وقرأته عند مشايخي بهذا اللفظ وشرحه (مسلم) على هذا اللفظ وعلل ذلك لكون أهل اليمن هم الذين آووه وناصروه حيث والأوس والخزرج هم من أهل اليمن ولكن جاء هذا الحديث في كتاب (نهاية البداية) و(النهاية) لـ(ابن كثير) بلفظ (أذود الناس لأهل اليمين) بزيادة الياء فما بين الميم والنون ولا أدري هل تصحف الحديث على المؤلف (ابن كثير) أو على بعض النساخ أو الحديث في الواقع هو بهذا اللفظ وهو (أن أهل اليمن) ولقد علق عليه الشيخ (محمد فهيم أبو عيبه) الذي قدم هذا الكتاب وحققه وعلّق عليه بقوله هذا تمثيل للحيلولة بين من ليسو من أهل اليمين وبين مقام الإكرام والرحمة يوم القيامة
والخلاصة أن الحديث في صحيح مسلم ورد بلفظ لأهل اليمن وقد عمل بموجبها من ألف في فضائل أهل اليمن مثل مؤلف كتاب (نثر الدر المكنون في فضائل اليمن الميمون) حيث سرد هذا الحديث من جملة الأحاديث الواردة في فضل أهل اليمن وجاء في (نهاية البداية) بزيادة "الباء" وفسره المعلق بأهل اليمين وهم ضد أهل الشمال.
2021-08-17 08:53:36
فتاوى : فتاوى عقيدة-عام   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
56373

القصص الخرافية

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
66151

تعليق لعبة اطفال

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

علي بن محمد بارويس
56387

سب أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين

فتاوى العقيدة / فتاوى عقيدة-عام

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
60933

تبييت الكفار

فتاوى الجهاد / فتاوى أحكام الجهاد

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
56189

الزكاة على الذهب الذي على الجنبية

فتاوى الزكاة / فتاوى زكاة النقد

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
60732

حكم من يشتري شيئاً من شخص مشكوك في أمانته

فتاوى كتاب الحدود / فتاوى حد السرقة

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
64828

الصلاة على النبي فى الصلاة

/ فتاوى منوعات

علي بن محمد بارويس
55182

الحلف بغير الله

فتاوى شئون وعادات / فتاوى الأيمان والنذور

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
54548

الفاتحة لله ولروح رسول الله ﷺ

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة النفل

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
فتاوى من نفس الموضوع