التشكيك في حد الحرابة وأنه منافٍ للرحمة؟
السؤال :
هناك من يشكك في حد الحرابة الذي أقامه النبي صلى الله عليه وسلم من سمل للعيون وقطع للأيدي والأرجل من خلاف بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وهذا الفعل مناف للرحمة التي بعث بها مع العلم أنه قد قيل له بأنه عاقبهم من جنس عملهم فلم يقتنع فما قولكم له؟ وجزاكم الله خيرا
الإجابة
هذا استدلال في غير مكانه فالنبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين لكن من رحمته إزالة ما يقلق سكينة عامة الناس؛ لأن المقلق لسكينة العامة المخيف لهم جسم غريب أناني يراعي مصلحته الشخصية ولا يبالي بالآخرين وهؤلاء العقلانيون القائلون بهذا القول مرادهم الطعن والتشكيك بالسنة النبوية وردها ؛ لأنها تهدم مناهجهم لكن أسأل هؤلاء عن حد السرقة الثابت في القرآن ماذا سيقولون عنه وقد ثبت في القرآن الكريم فإن أنكروه كفروا وإن قبلوه سألتهم ما المقدار الذي به تقطع اليد هل كل صغير و كبير أم له حد معين فإن قالوا تقطع يد السارق على كل صغير وكبير، قلت لهم: هذا قول لم يقله أحد فإن قالوا بل له حد معين قلت لهم من أين أتيتم بهذا الحد فإن قالوا من عقولهم، قلت لهم: إذاً صرتم مشرعين من دون الله، وإن قالوا من السنة رجعوا إلى ما ينكرونه، وهكذا القول في قطع اليد هل تقطع من الرسغ أم من المرفق أم من الكتف وعلى كل حال فإقامة الحد على أولئك الذين قتلوا راعي إبل الصدقة و سملوا عينيه و نهبهم للإبل ثابت بل هو في الصحيح وإقامة الحد على هؤلاء هو غاية الرحمة؛ لأن في ذلك زجر لأمثالهم تثبيتا للأمن والسكينة ألم يقل الله تعالى ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ثم إن عقوبة هؤلاء من جنس ما فعلوه) والله الموفق.
د. عقيل المقطري
2021-09-25 12:07:37