التفاخر بالأنساب
السؤال :
س:توجد تقاليد لدى بعض الناس بأن من يقوم بأعمال غزل ونسيج صوف أو يحترف صناعه الفخار أو بحلاقة الشعر وأمثالها كالدباغة والذباحة وما شابههما انه قليل اصل وأنه ليس من أبناء الأصول فما موقف الإسلام من هذه العادة؟|
الإجابة
ج:اعلم أن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين أحد من الناس بحسب المهنة أو العمل. ولا فرق في الدين الإسلامي بين التاجر والفلاح والزارع والدلال والموظف والحلاق والحجام والجزار والصائغ فهم جميعاً أمام الله سواء مهما استووا في العلم وتقوى الله وحسن الخلق قال الله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"( ) وقال "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"( ) وقال "إنما يخشى الله من عباده العلماء"( ) وجاء في السنة النبوية (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)( ) كما جاء فيها قول النبي ﷺ (انكحوا أبا بياضة وأنكحوا إليه وكان حجاما)( ) أي زوجوه وتزوجوا بإحدى قرايبه من النساء كما جاء عن النبي ﷺ أنه قال للأولياء "إذا جاءكم من ترضون بدينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"( ) كما جاء مرفوعاً أن أفضل المسلمين وأقربهم عند الله أحسنهم خلقاً فمن كان تقياً كان عند الله أفضل من غيره ممن لا يتقي الله .ولو كان المتقي حلاقاً وغير المتقي عطاراً أو بزازاً بل ولو كان غير المتقي شيخاً أو رئيساً أو زعيماً ومن كان عالماً هو أفضل عند الله من غيره من الجهال ولو كان العالم صانعاً أو جزاراً أو من أسرة مهنتهم الدباغة أو جزر الحيوانات أو كان الجاهل رئيس قبيلة من اشرف القبائل وأعرفها نسباً ولكن العادات والتقاليد غلبت على النصوص الشرعية ولا تزول العادات إلا بنشر النصوص الصحيحة بين الناس وشرحها لهم وبث الوعي الإسلامي الصحيح تدريجاً في المؤلفات والرسائل وفي الخطب والإذاعة والصحافة وفي جميع وسائل الإعلام أما مفاجأة الناس بالأمر لهم بأن يتزاوجوا رأساً قبل بث الوعي الإسلامي فيخشى منه الفتنة والدخول في أشياء تضر الأسر في الحاضر والمستقبل ويحصل منها مالا يحمد عقباه .
2021-08-25 08:12:51