التهنئة بالعيد
السؤال :
هل ثبت في التهنئة بالعيد شيء عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أم لا؟
الإجابة
لم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في ذلك شيء , إنما ثبت عن بعض الصحابة كأبي أمامة الباهلي , وغيره , وبعض التابعين , أنهم كانوا يقول بعضهم لبعض: ” تقبل الله منا ومنكم ” وقد سئل مالك – رحمه الله –: أيكره لرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد: ” تقبل الله منا ومنك ” , و”غفر لنا ولك” , ويَرُدّ أخوه مثل ذلك ؟
قال: لا يكره . اهـ من ” المنتقى ” (1/322) وسئل عنه أحمد , فقال: أرجو أن لا يكون به بأس . اهـ من ” سؤالات أبي دواد ” ص(61) ولأحمد قول آخر في الجواب لا الابتداء به , وقول آخر كرهه خشية الشهرة , وكأنه يشير إلى أنه يخشى أن يُشْهَر المعروف بالدين والعلم بذلك , فيقصد لدعائه , فيكره لما فيه من الشهرة . اهـ قاله ابن رجب (9/74) من ” فتح الباري ” .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله – كما في ” مجموع الفتاوى ” (24/253) فَعَدَّ ذلك جائزاً لمن فعله , ولمن تركه , وجعل لكل منهما قدوة . اهـ ملخصًا .
ولعل هذا الأمر إلى أمور العادات أقرب منه إلى أمور العبادات , والأصل في أمور العادات الإباحة, وكلٌّ يفعل ما تعارف الناس عليه ما لم يكن حرامًا , أو يُتَّخَذُ عادة لازمة فيُنكَرُ فيها على المخالف كمخالفة العبادات , والعادات تختلف من زمان لآخر , ومن مكان لآخر , إلا أن أمرًا قد ثبت عن الصحابة أو بعضهم فعله فهو أولى من غيره , والله أعلم.
2021-09-12 13:01:31