الدعاء
السؤال :
الدعاء فضائله وأهميته وفوائده
الإجابة
الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" الدعاء هو العبادة ، فهو من أجل العبادات التي يحبها الله جل وعلا سواء كان دعاء العبادة أو دعاء المسألة والله جل وعلا ":وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" ]سورة غافر: 60[، فالله عز وجل نادى بعباده لدعائه ولذلك تكررت نصوص الكتاب والسنة التي اشتملت على الأدعية الجامعة النافعة لخيري الدنيا والآخرة، ويعتبر الدعاء من أعظم الأسباب وأعظم الأسباب التي يدخل بها الإنسان إلى الجنة ويلج إلى رحمة الله جل وعلا وينال رضوانه ،وإذا فتح الإنسان باب الدعاء ، فقد فتح له خيرًا كثيرًا فعليه أن يلزم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :"إنَّ أكرم شيء على الله الدعاء" ، فينبغي أنْ يعلم أنَّ الدعاء شأنه عظيم ويحتاجه الإنسان في كل حال في سرائه وفي ضرائه في ليله وفي نهاره ، في علنه وفي سره وفي سائر أحواله، يحتاجه المؤمن في كل حال ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم:" قال الدعاء سلاح المؤمن".
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله أيضًا :"أنَّ العاجز من عجز عن الدعاء، والبخيل من بخل بالسلام". وهذا الحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فالعاجز من يعجز عن الدعاء يعني أنه أمر يسير وسهل وإنما يوفق الله عز وجل من شاء من عباده لذلك والدعاء أمره عظيم وشأنه عظيم تظهر فيه آثار العبودية، وآثار التوحيد وآثار التوكل على الله جل وعلا وفيه مقامات الإيمان وفيه تفريج الكرب وفيه حصول المطلوب والبعد عن المرغوب وفيه حصول الجنان والبعد عن النيران ، له أسباب متعددة ؛ ولذلك له علاقة أيضًا بكل الأحوال ومن أعظمها بلا شك حال الصائم وحال الصيام وحال المؤمن في رمضان فإن الدعاء يعظم أثره ويعظم أجره ويعظم خيره بحسب الأحوال وبحسب الأزمنة وبحسب الأماكن ، فقد يكون المكان الفاضل والزمان الفاضل وكذلك الحال التي يكون عليها الإنسان من الحاجة والفقر والذلة والرغبة والانكسار والضراء أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، كل هذه من أعظم أسباب الإجابة الدعاء ؛ ولذلك ندب لكل ذلك أدعية متعددة ومن نظر لنصوص الكتاب والسنة وجد كما هائلاً لأدعية النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية قرآنية وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم التي هي متنوعة متعددة بحسب الأحوال والحاجات ، إذًا شأن الدعاء في الحقيقة لا يمكن أن نوفيه حقه ؛ لعظمته ولكن نُنَبه إليه وخصوصاً في هذا الشهر العظيم ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة لا ترد دعوته وذكر منهم الصائم حتى يفطر"، فالصائم لا يعتقد بعض الناس أن الدعاء فقط عند الإفطار لا هو حتى يفطر دعوة الصائم مطلقاً سواء كان عند فطره أو في حال صومه دعوته لا ترد بإذن الله جل وعلا ، ليلًا أو نهارًا طبعًا الصائم في حال صومه، وأما الدعاء في الليل كما أشرت فإنه كذلك من فضل الله عز وجل يحصل للصائمين الذين يحرصون على القيام فيه فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث في حديث التنزّيل الإلهي ، ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر يفعل الخير فأغفر له ؟هل من مستعيذ فأعيذه ؟ فيقول الله عز وجل ذلك يعني يقول لعبادي بما أنَّ الله عز وجل يبسط يده لمسيء الليل يتوب لمسيء النهار؛ ليتوب كل هذا من فضل الله جل وعلا ، فهذه الساعة ساعات الاستجابة أي في نصف الليل ويكون عندئذٍ الدعاء فيها أرجى للقبول ، فهذه أحوال كثيرة لا شك ليس حال واحدة ، لكن من أحواله كما قلنا أن الصائم له دعوة لا ترد وهي ينبغي الإنسان يحرص على الدعاء كثيراً ولا يمل منه في ليله أو نهاره.
2021-12-15 13:43:06