الطمأنينة في الصلاة
السؤال :
معنى الطمأنينة في الصلاة هل المقصود بها راحته أو الراحة القلبية وهل إذا ذهبت هذه الراحة القلبية تبطُل بها الصلاة؟
الإجابة
هناك في الصلاة خشوع وهناك طمأنينة ، فالطمأنينة يُعبر بها عن الشيء الظاهر وهو السكون في مواطن السكون ، بمعنى أن يستقر المُصلي في كل موطن من المواطن فلا ينتقل إلّا بعد أن يؤدي أقل ما يجب عليه أن يبقى في هذا الموطن ، بمعنى حينما يركع الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه الرجل وقد رآه يصلي ويسرع في صلاته ولا يتمها قال اركع حتى تطمئن راكعا أي حتى تستقر في ركوعك ويهدأ ويستقر كل عضو في مكانه في ذلك الموضع ثم ارفع حتى تطمئن قائماً وهكذا ، فالطمأنينة هي المكوث والاستقرار في أركان الصلاة الظاهرة بحيث أن لا يكون هناك استعجال في الانتقال ما بين هذه الأركان ، أما الخشوع فهو طمأنينة القلب وهو حضور القلب في هذه الصلاة ، الذي يُعد ركن من أركان الصلاة تبطُل به الصلاة ، بمعنى إذا لم يستقر في كل عضو من الأعضاء في كل ركن من الأركان حتى تطمئن وتستقر أعضاءهُ فيه فإن هذا هو الذي يبطل الصلاة ، أما الخشوع فهو روح الصلاة ولكن لا يؤاخذ عليه في الظاهر ، يعني الإنسان إذا أدى الصلاة ظاهراً ركع و اطمأن في ركوعه سجد و اطمأن في سجوده بين السجدتين في القيام من الركوع يطمئن في هذه ، ولكن القلب مشغول ليس خاشعاً ولا حاضراً هناك ينقص من أجره بمقدار ذهوله وفقدانه لهذا الخشوع فمن المصلين من لا يكتب له إلّا نصف صلاته إلّا ثلثها إلّا ربعها إلّا عشرها بمقدار ما يكون حاضراً بمقدار ما يكون القلب حاضراً مطمئناً في صلاته ، و لذلك تجد المصليَين اثنين من المصليين بجوار بعضهم البعض في صلاة الجماعة الواحدة و أحدهم مكتوب له صلاة كاملة و آخر مكتوب له نصف أو ربع أو ثلث الصلاة فإذاً الفرق بين الخشوع وبين الطمأنينة سكون الجوارح والخشوع سكون القلب وحضوره
2021-11-15 07:31:45