الكلام في أعراض الناس عبر مواقع التواصل
السؤال :
ما حكم من يتكلم عبر المواقع الاجتماعية في أعراض الناس وفيما لا يعنيه؟
الإجابة
الكلام في الأعراض و هو إن كان من باب الغيبة، أو أحياناً قد يكون من باب البهتان و هو أمر محرم على كل الأحوال، إنما يختلف تحريمه باختلاف وصوله، وانتشاره بين الناس وباختلاف الضرر الذي يترتب عليه، فلما يتكلم الإنسان بينه وبين أخيه، أو يحضر واحد أو اثنان من الناس، فهذا منكر وذنب كبير بين أن يكون غيباً أو يكون بهتان، لكن لما يتكلم في جمع كبير فإن الإثم أكبر، لأنه قد بلًغ ذم هذا الإنسان والقدح فيه إلى شريحة من الناس أكبر، فما بالك عندما يكون في الموقع الذي قد يراه الآلاف من الناس، أو القناة أو الإذاعة التي تصل إلى الآلاف أو الملايين من الناس، فإن هذا لا شك أنه سيكون أكبر و أعظم، ويتضاعف الإثم مضاعفة كبيرة، سواء كان هذا القدح في الآخرين من باب مجرد الشهوة شهوة الكلام في الناس، وقلة المبالاة، و اتباع الهوى، وإعطاء اللسان يعني حريته يتكلم كيف شاء أو حريته يتحدث كيف شاء، أو من باب أنه يعد ذلك ديناً، ويعد ذلك مما ينبغي وهذا عادة أكبر حينما يفعل المنكر وينسب هذا المنكر الذي نفعله إلى الدين، و أن هذا هو الواجب عليه، و أنه يؤجر عليه، و أنه يحذر فيه من منكر أو ما أشبه ذلك، فهذا يضاعف وبشكل كبير ننصح إخواننا، ننصح من يسمعنا ويشاهدنا بالحذر من مثل هذه الأعمال، وقد فشت فعلاً و انتشرت كثيراً، منها ما يكون صاحبه معترف بأنه لا مبرر له، ومنه ما يكون يظن فيه أن له مبرر و الحقيقة أنه لا مبرر له، و أنه من باب العدوان على الآخرين، والعدوان المضاعف، إذا كان في الوسائل التي يطلع عليها ويراها ناس كثر ومستمعون أو قُراء كُثر، فهذا يتضاعف بمضاعفته الإثم.
2021-11-15 07:31:41