امرأتي تلعن أولادها وتضربهم فما الحل معها؟
السؤال :
السؤال: امرأتي عادتها تلعن وتسب أولادها وتؤذيهم تارة بالقول وتارة بالضرب على كل صغيرة وكبيرة وقد نصحتها العديد من المرات للإقلاع عن هذه العادة فيكون ردها أنت دلعتهم وهم أشقياء حتى كانت النتيجة كره الأولاد لها، وأصبحوا لا يهتمون بكلامها نهائياً وعرفوا آخر النهاية الشتم والضرب، فما رأي الدين تفصيلاً في موقفي من هذه الزوجة حتى تعتبر؟ هل أبتعد عنها بالطلاق ويصير الأولاد معها. أم ماذا أفعل أفيدوني وفقكم الله؟
الإجابة
أخي الكريم (ع. ن) أنت تعلم أن طبائع الناس تختلف من شخص لآخر فهذا يتسم بالهدوء وبرود الأعصاب وذاك عصبي محترق وبينهما من هو متوسط بين هذا وذاك وقد قال عليه الصلاة والسلام :(فإن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم. جامع بيان العلم وفضله }1/545 { وقال ومن يتصبر يصبره الله) }رواه البخاري {ولا شك أن عندك من الصفات ما يمكنك من ترويض امرأتك وتعليمها وتدريبها على خلق الصبر والحلم وعليك أن تذكرها بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس أو الولد ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم أن توافق ساعة إجابة فيستجاب لكم) }رواه أبو داود {ونهيه صلى الله عليه وسلم عن اللعن فقال عليه الصلاة والسلام : (المؤمن ليس بالسباب ولا الشتام ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي) }رواه أحمد عن عبدالله بن مسعود {وأن اللعن يعني الطرد والإبعاد من رحمة الله وأن اللعنة تصعد إلى السماء فتغلق دونها الأبواب فتتجه يمينا وشمالا فلا تجد منفذا فترجع إلى الأرض فإن كان الملعون يستحقها وقعت عليه وإلا عادت على قائلها ومهما كان الأبناء كما تقول زوجتك أنهم مدلعون فيمكن معالجة تصرفاتهم بشيء من الصبر والحكمة والقرب منهم وإشعارهم بالحب والحنان فالضرب ليس هو الحل بل إن الأبناء قد تتبلد أحاسيسهم من كثرة الضرب ويصيرون في غاية من العناد بل قد يصيرون يكرهون أمهم كما ذكرت وعلى كل حال فإن القطار لم يفت كما يقال بل يمكن للأم أن تصلح من أسلوبها وتعود للتفاهم مع أبنائها وتشعرهم بالحنان والحب وأنا متأكد من أن الأبناء سيتغيرون وعليك أن تجلس مع أبنائك وتبين لهم أن ما تقوم به أمهم إنما المقصود به مصلحتهم وأنها تحبهم وتخاف عليهم وتذيب الجليد وتكسر الحاجز الذي بين الأم وأبنائها وعلى الأم أن تراعي مستقبل أبنائها لأنها لو استمرت بنفس أسلوبها فلربما انحرف أبناؤها وحينئذ ستندم ولات ساعة مندم وأما علاقتك مع زوجتك فلا يجوز لك أن تفكر بالطلاق بحال بل ابق معها وانصحها في أوقات الصفا وأنصحك أن تشتري لها هدية رمزية تشعرها بحبك وقربك منها وأن تأخذ إجازة من العمل لمدة يومين أو ثلاثة أيام وترفه عنها في هذه الأيام فلعل أعمال البيت من أسباب تعصبها ويمكنك أن تخرج معها للتنزه ومن ثم تناقشون هذه القضية بشيء من الهدوء وأنا متأكد إن شاء الله أنكما ستخرجان بحل لهذه المشكلة وفقكم الله وسددكم
2021-09-18 08:37:10