فتاوى

أولاً: ينبغي أن يعلم أن التوبة يحبها الله جل وعلا نعم، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، فالله يحب عبده التواب ومعنى التواب الذي يكثر التوبة حتى ولو وقع في الذنب كثيراً ، فيحب الله عز وجل التائبين وندب عباده للتوبة وأمرهم بها " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ، ] سورة الزمر: 53[، يقول بعض الناس، وهذا من سوء الظن بالله جل وعلا ، أن عندي ذنوب عظيمة وكيف يغفرها الله عز وجل ،هناك من يقول فعلًا ، فهذا هذا من الشيطان قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم أي في المعاصي ، لا تقنطوا من رحمة الله والقنوط من رحمة الله أعظم ذنباً من الوقوع في المعصية ، إنَّ الله يغفر الذنوب ، فالله يغفر الذنوب جميعاً ولو كانت كبائر كبيرة . ويقول الله جل وعلا في حديث آخر في الحديث القدسي يا عبادي لو أن ذنوبكم بلغت عنان السماء ،عنان العنان يعني السحاب ، عنان السماء ثم استغفر تموني ، لغفرت لكم ولا أبالي فالله جل وعلا يخبرنا بأنه لا تستكثر ذنبًا على الله جل وعلا، إذا استغفرته وكنت صادقاً، و لعل في قصة الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً فسأل عابد قال هل لي من توبة ، قتل تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟ قال لا فأتمم به المئة قتل المئة ؛لأنه عابد وليس بعالم فأتى رجلًا عالمًا ليس عابد عنده معرفة بالشرع فقال له قتلت مئة نفس فهل لي من توبة؟ قال و من يمنعك من التوبة، تب فأمره بالتوبة وقال له أنت في بلد سوء، فاذهب إلى بلد من أهل الأخيار فيها أخيار يعني تلحق بهم وبينما هو سائر في الطريق أتاه الأجل ومات ، فلما جاء الأجل أتت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، تقول ملائكة العذاب هذا لنا قتل مئة نفس هذا لنا يجب أحذه معنا  ، جاءت ملائكة الرحمة قالت بل هو عندنا أقبل إلى الله  عز وجل أي اختصموا عليه ، فجاء رجل بينهم وقال احسبوا ما في المسافة فإلى إليهما أقرب ، كان كذلك نعم ، فإن كان أقرب لبلدي المعصية ، فهو من أهل العذاب وإن كان أقرب التوبة فهو أقرب لأهالي الرحمة  فأمر الله جل وعلا الأرض أن تتباعد وأن تقترب الله عز وجل يحب أنْ يوقظ عبده ، وأرحم بعبده من الأم بولديها أو بوليدها ، فقال فحسبوا فوجدوا أنه بذراع فقط أو بشبر، شبر أقرب إلى الأرض التي يريد الذهاب إليها فأخذته ملائكة الرحمة فهذا ضرب الله عز وجل به المثل ، وهذه  قصة واقعية حصلت من أجل أن يعلم الناس أن الله عز وجل ، يغفر الذنوب جميعاً ، إذا صدق العبد في توبته فإن الله عز وجل يغفر ذنبه ، فهي فرصة مناسبة جداً في شهر رمضان ، خصوصاً أن الإنسان يغير من حياته ويقبل على الله جل وعلا في طاعته ويجدد ويعزم على ترك الذنوب جميعها كبيرها وصغيرها ويصدق في توبته والله جل وعلا من في توبته ، لا يغفر ذنبه فقط يغفر الله له الذنب ويبدل الله سيئاته حسنات.