تشجيع الأبناء على الصيام
السؤال :
مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر هذا بالنسبة للصلاة ماذا عن الصيام شيخ أحمد كثيراً ما نجد أسر لا تشجع أبنائها على الصيام، بحجة أنه ما زال صغيرًا ويستمر هذا الأمر حتى تستغرب حين تردك أسئلة أشخاص بلغوا ربما العشرين، فما فوق ولا زالوا لا يصلون.|ــــــــــ | حتى يكون سهل حينما يكبرون أن يمارسوا مثل هذه العبادات.|ــــــــــــ |وبالإمكان أن يكون متدرج ممكن إلى الظهر، ثم إلى العصر؟|ــــــــــ |وسيكون شاقاً عليه. |ــــــــــ |لكن أحياناً بعض الآباء يقول أنه أنا أرفق بهذا الصغير أنا أرحم الصغير، أنا يعني حريص على صحته لا أريد أن أضيق عليه لا أريد أنه أجعله يكره العبادة، ربما مثل هذه الأعذار عند كثير من الآباء، يسألوا الولد في البيت إلى ١٥ سنة إلى ١٦ وهو لم يصم بعد فإنه أنا أشفق عليه و أرحمه.
الإجابة
التربية أثرها عظيم وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إرشاد الأمة إلى تربية أولادها وتعويدهم وترويضهم على القيام بما أوجب الله سبحانه وتعالى عليهم، والتهيؤ للقيام بالوظائف العامة التي يجب أن يقوم بها المسلم في كل جوانب حياته في العبادات، في المعاملات، في السلوك و الأخلاق، في الورع و التعفف عن الحرام والمكروه وما لا ينبغي، هذا كله راعاه النبي صلى الله عليه وسلم وعندنا ثروة ضخمة من الأحاديث في كيفية تعامله صلي الله عليه وسلم مع الأطفال و توجيه الأسر و الآباء و الأمهات في تربية أولادهم و تعويدهم الخير و تزهيدهم عن الأفعال و الأدوار و التصرفات التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى في هذا السياق يأتي الأمر بالصلاة بسبع وضربهم عليها بعشر إلى آخره، وهذا ليس خاصًا بالصلاة، بل في الصيام وحتى في الحج كان بعض الصحابة لا يحرم أطفاله ويحملهم معه ويؤدي بهم المناسك، وقد رفعت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع طفلًا وقالت يا رسول الله ألهذا حج؟ قال نعم أجر، و يعودون أنفسهم وأولادهم و يربون الجيل بكامله على القيام بما يجب عليه من هذه العبادات والتكاليف بشكل عام بل و الأخلاق والسلوك في كل جوانب حياتهم، ولهذا نشأ ذلك الجيل الفريد الذي لن يتكرر في التاريخ، لأن التربية قوية وذكية نشأت أو أنشأتهم على ذلك النمط الذي بهر العالم كله.
ـــــــــــــــــــ
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه، فالصيام كذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يصومون أطفالهم ويعودونهم عليه ربما قسوا عليهم حتى في حديث الربيع بنت معوذ عندما كان المفروض صيام عاشوراء( قالت: كنا نصوم ونُصَّوم أطفالنا قبل أن يُفرض عليهم رمضان، لكن قد كان صيام يوم عاشوراء واجبًا بل كنا نصوم ونصوم أطفالنا، فنصنع لهم اللعب من من القطن فإذا بكوا من الجوع أعطوهم هذه اللعب يتسلون بها تصور طفل يحتاج إلى أن يسكت حينما يبكي من الجوع باللعبة كم عمره؟ يعني عمره عشر سنين، عمره سبع سنين كم عمره؟ هذا ابن أربع سنوات خمس سنوات في الكثير الذي ما زال تشغله اللعبة الذي كان يُلهى بالألعاب عن الجوع فإذا من وقت مبكر كان الصحابة رضوان الله عليهم يعودون أطفالهم على الصيام والطفل ليس الصوم واجبًا عليه، ولذلك إنما نعودهم الصوم، نعودهم لنُنشئهم على هذا السلوك القيام بهذا الواجب، رياضة لهم في نفس الوقت لما نشعر أن عليه خطر أو عليه مضرة كبيرة من الصوم في إمكانه أن يفطر نعطيه الطعام ونسمح له بالفطر لأنه إلى الآن لم يكن واجباً عليه ولا يعد يعني تفطيره عند الحاجة إلى ذلك من انتهاك حرمة يوم الصوم.
ـــــــــــــــــــ
ممكن أيضاً نبدأ معه يوم يفطر يومين، يوم يصوم، يوم يفطر، يومين يفطر، ويومين يصوم وهكذا حتى بعد ذلك يصبح هو متعودًا لا يبالي ولا يفرق بين يوم فطره، ويومه صيامه، عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى السوق فرأى رجلا يتمايل من السكر في السوق فقال: قبّحه الله أو قاتله الله هكذا في نهار رمضان و صبيانُ صيام، ثقافة عامة في الأمة وفي المجتمع أن الصبيان يكونون صيامًا، فلهذا نصيحة أن يبادر أولياء أمور الأطفال بتعويدهم على الصيام و يتدرجون في ذلك و يرغبونهم بأنواع المرغبات في الصيام، ممكن حتى إذا أكملت صيام هذا اليوم أعطيك جائزة، فيتشجع هذا الطفل على هذا السلوك وعلى هذه العادة، ثم يأتي وقت الوجوب وهذه الإشكالية تتصور لم يصم طول وقته، إذا أنه وصل وقت البلوغ في بداية رمضان أو قبل رمضان بأشهر بلغ، فيجب عليه بعد ذلك أن يصوم بدون أي انقطاع، بدون أي فطر.
ـــــــــــــــــــ
مفاجأة عليه سيكون بالفعل خدمة ومفاجأة لهم، لكن إذا كان قد تعود من قبل، سيصبح الأمر طبيعي عندهم.
ـــــــــــــــــــ
ذهب الجهل بأساليب التربية قضية الإكراه و الإجبار إلا في مراحل أخرى عندنا أسلوب الترغيب إننا القدوة عندنا أسلوب التشجيع بالمحفزات لا لن نخل إذا أحسنا التصرف، لن نصل إلى أسلوب الإكراه و الإجبار القهري على الصوم، وعندما نرى أن من المصلحة له أن يُجبر عندما يتأخر عن المدرسة عند المهتمين بمستقبل أولادهم، والطفل طبعاً معروف أن من أثقل الأشياء عليه الذهاب إلى المدرسة يُريد أن يلعب، يُريد أن ينام، يُريد أن يذهب مع زملائه، ولو تأخر عن المدرسة ماذا سيحصل عقوبة وضرب وتهديد وغير ذلك لماذا؟ لأن هذا فيه مصلحة له، كذلك الصوم فيه مصلحة له، مصلحة لدينه، ومصلحة لدنياه ومصلحة حتى لشخصيته سواء ذكر أو أنثى، عندما يكون الإنسان منضبط و مستعد بعيد عن الرفاهية الزائدة و البذخ الذي يعيشه كثير من الأطفال، والذي أفسد علينا شخصيات أطفالنا، كثير من الأطفال الآن لا شخصية لهم شخصية مدللة غير متعود أن يتحمل أي شيء يخالف طبيعته و هواه، و إذا لم يتعود الإنسان أن يتحمل فسوف يُضيع المسؤولية في المستقبل.
2021-11-16 10:35:45