ثمرة صحبة الصالحين
السؤال :
ما هي الغاية التي يريدنا الله عز وجل أن نعلمها من قوله تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} وما نصيحتكم في شاب يقول: أنا أمنت نفسي من الانحراف وهو لا يزال بصحبة رفقاء السوء؟ وما هي الثمرة التي نجدها من صحبة الصالحين وحبهم من الرسول والصحابة والعلماء؟|
الإجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الغاية التي من أجلها أنزل الله تعالى هذه الآية لا يستطيع أحد أن يجزم بتحديدها، ولكن من أظهر ما نظنه مراداً من ذلك التحذير من صحبة غير المتقين؛ لأن صحبة غير المتقين تضره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)([1]) ، ومعنى الحديث أن المرء يكون متأثراً بمن يخالطه ويصاحبه، وربما دان بالدين الذي يكون عليه من صلاح أو فساد، وضرر الصديق السيئ في الدنيا بالتأثير السيئ وفي الآخرة يحشره مع ذلك الصديق، ولحوقه به في منزلته السيئة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب) ([2]) ومن ذلك الموقف يحصل الندم حين لا يغني الندم، ويشعر الصديق المغرور الذي يظن أن صداقة السيئ لا تضره بحقيقة الخطأ الذي ارتكبه فيكون هذا المشهد الذي صوره الله لنا في القران أنه للعظة والاعتبار: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} (27) سورة الفرقان.
وأما صحبة الصالحين فإنها مفيدة في الدنيا لأنها تنفع الإنسان، وترفع قدره، وتحسن سمعته، وتعينه على الخير، وترده عن الشر، وفي الآخرة يحشر المرء مع أصحابه ومن يحبهم، فيكون مع من يحب ويصاحب من الصالحين: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء.
2021-10-10 08:08:51