حكم القنوت في صلاة الفجر
السؤال :
ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟
الإجابة
القنوت في صلاة الفجر اختلفت فيه كلمة العلماء، فذهب مالك إلى استحبابه، وذهب الشافعي إلى كونه سُنة، وذهب أبو حنيفة وجمهور الأحناف إلى كونه بدعة، وتابعه ابن شبرمة، والثوري، والليث بن سعد، وغيرهم، واستدل كل فريق بأدلة، والراجح عندي أن قنوت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي استدل به من قال بالقنوت في الفجر، إنما كان في قنوت النازلة التي يدعو فيها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهلاك بعض أعدائه ونجاة بعض أصحابه، وقنوت النازلة ليس خاصا بصلاة الفجر، إنما هو في جميع الصلوات، حتى يزول سبب النازلة، وبناء عليه فليس من السنة تخصيص صلاة الفجر بعد الرفع من الركعة الثانية بالقنوت والاستمرار في ذلك، لكن هذه المسألة من المسائل الخلافية الاجتهادية التي اختلفت فيها كلمة علماء السنة، فلا ينبغي أن يبدع أهل السنة بعضهم بعضًا بسبب الخلاف في ذلك، إذا عُلم أن المخالف مجتهد في الوصول إلى الحق، أو مقلّد لإمام مجتهد دون عصبية مقيتة لقول إمامه، وعلى ذلك فمن كان لا يرى سنية القنوت في الفجر، وصلى وراء إمام يقنت في الفجر فليتابعه في رفع يديه والتأمين على قنوته، ولا يُحْدِث فوضى في المسجد، وإذا كان للنصح مجال، أو يُرجى من وراءه تحقيق المصلحة فلينصح بالتي هي أحسن، والله أعلم.
2021-09-12 13:01:27