سب الله ورسوله ودينه
السؤال :
شاع في كثير في أوساط المسلمين، ومع عموم الجهل وتفشي الظواهر السيئة التي يتوارثها بعضًا عن بعض، ظاهرة السب لله عز وجل، أو لدينه، أو لرسوله صلى الله عليه وسلم، توجيه فضيلة سيادتكم سواء للمجتمع أو من ولّاهم الله سبحانه وتعالى أمور المسلمين
الإجابة
هذه القضية من القضايا الخطرة جداً والتي تترتب عليها عواقب سيئة في الدنيا وفي الآخرة، إن معنى ذلك إنما يسب رب العالمين سبحانه وتعالى، أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يسب القرآن، أو الإسلام، أو الأحكام الشرعية وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، معنى ذلك أن فيه يعني جحود، و إنكار، وعدم تقدير لله عز وجل حق قدره أو للإسلام وللرسول، هذا إما أنه يعني إساءة إلى الله أو إلى الشعائر الدينية { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } [ سورة الحج : 32 ] وهؤلاء لا يعظمونها بل يهينونها، إذاً فهي كبيرة من كبائر الذنوب، بل هي ردّة عن الإسلام إذا وصل الأمر إلى أن الإنسان يعقل ما يقول، ويفهم ما يقول، ثم يجتاز ويتجرأ بأن يصدر عنه هذا السب والشتم لله، أو التنقص والاستهزاء لله، أو لرسوله، أو لكتاب الله أو للإسلام وواضح القرآن في هذا، إذاً فالله عز وجل بيّن بشكل واضح جداً { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ }
[ سورة التوبة : 65 ] { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمٰنِكُمْ} [ سورة التوبة : من آية 66 ] إذاً هؤلاء القوم ماذا كانوا يقولون، ماذا كانوا يصنعون كانوا في سفر طويل، والرسول صلى الله عليه وسلم وفي خروج إلى الجهاد، وطال عليه الوقت وداهمهم الليل وأرادوا أن يطردوا النوم عن أنفسهم، والملل، والسآمة في الطريق فجعلوا يتحدثون فجاء جرى مما يتحدثون به، أن قالوا ما رأينا مثل قُرائنا هؤلاء، يقصدون الرسول صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة، وعلمائهم ما رأينا مثله يقول رأينا هؤلاء أكذب السنةً، ولا أرغب بطونا ولا أجبن عند اللقاء هكذا قالوا، يعني لو قستم بكثير وكثير مما يقال لوجدت أنه يعني ضئيل بالنسبة لكثير مما يقال اليوم، لمّا بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أتوا إليه وجعلوا يحلفون أنهم ما قالوا، وبلّغ الله عز وجل رسوله أنهم بالفعل قد قالوا هذا القول، و أنهم كفروا بعد إيمانهم، إذاً المسألة ردة عن الدين، ردة عن الإسلام من يرضى لنفسه، لا يجوز للإنسان أن يستخف بصغيرة من الصغائر بل ولا حتى بمكروه من المكروهات، فكيف يرضى ويقبل على نفسه أن يقع في مُخرج مما يخرج عن الإسلام، فالأمر خطير و ننصح الأسر أن تربي أبنائها، وبناتها على عفة اللسان، وعلى ألا يكون الإنسان سبّاباً لا في هذا المجال، ولا حتى فيما بينه وبين الناس، يبقى رزين حليم صامت إن قال خيراً أو صمت لا يعني يكون من السبابين، ولا من الشتامين لأي إنسان و لأي مخلوق، ولا أي شيء، فضلاً عن أن يكون هذا الشاب لله، ولرسوله ولآياته، ولمقدسات الإسلام هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني ننصح الشباب الذين للأسف يسري فيهم هذا الداء، وهذه العلة كبيرة أن يتقوا الله في أنفسهم، ويراجعوا أنفسهم، وأنهم بهذا قد يقعون في الردة، قد يقعون في الخروج من دين الإسلام هذا جانب.
الجانب الآخر نوصي ولاة الأمور القائمين على أمر البلاد ونحن بحاجة ماسة، بحاجة إلى أن يكون الله معنا أن الله عز وجل ينصرنا، أن الله سبحانه وتعالى يعني يتولانا، فكيف يتولانا ونحن نسبّهُ، كيف يتولانا ونحن نتهاون مع من يسيء إلى الله، مع من يسب الله مع من يسب الدين يسب الرسول يسب الإسلام لن ينصرنا الله عز وجل، ولذلك علينا أن نتعاون جميعاً في دفع هذا الشر العظيم، وعلى الولاة والحكام ورجال الأمن ومن إليهم هذه الأمور أن يتقوا الله، أن يعتبروها بالفعل مهمة جداً، لو كان هذا السب كلام على معظم البلاد والدولة ألا تشهد معه لو كان ندا في جوانب الدولة لحاسبوه أشدّ المحاسبة، ولأودعوه السجن ولأدخلوه يعني سجون الأمن السياسي وغيره، فكيف هذا يعني يغارون عليه ولا يغارون على رب العالمين، ولا يغارون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يغاروا على الدين هذا جانب، والجانب الآخر أنهم إذا تهاونوا في ذلك فسينبري شباب متحمس يقومون بدورهم بطريقة لا ترضي الله، ولا تنفع ولا تؤدي إلى خير إذا لم يقم أولي الأمر بواجبهم، وتركوا يعني الحبل على الغارب ولم يغاروا على محارم الله، فإنه سيقوم من الشباب المتحمس ربما أيضاً الجهل الذي لا يفرق بين الأحكام ولا يعرف ما يوجب العقوبة، ومما لا يوجب العقوبة حتى ولو كان يعرف ذلك هو تجده يدخل فيما لا يعنيه، ثم تحدث فتنة ومشاكل في المجتمع يعني عليهم أن يتقوا الله، أقول أيضاً للمجتمع علينا أن نقوم بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكن لا يصل إلى درجة أننا ننفذ حدود في من يفعل مثل هذه الأمور نحن ممكن نأمره بالمعروف، ننهاه عن المنكر نزجره يعني نهدده، لكن نضربه أو أن نقيم عليه الحد أو نعتبره مرتد ونقيم عليه حكم الردة، هذا لا يجوز لأي جهة إلا أن يحكم قاض من قضاة الشرع بعد أن يسمع و يناقش ويحاكم المتهم بعدها يحكم عليه، وعليه أن يتولى الإشراف على تنفيذ والجهات المعنية بالتنفيذ هي التي عليها أن تنفذ، لو لم ينفذ لو لم يقم ولاة الأمور بدورهم، لا يجوز لنا أن ننصب أنفسنا نحن مكان ولاة الأمور، لأن هذا سيترتب عليه فتن، و كما يقول المثال عندنا يد الدولة باردة، يد الأمير ولا السلطان باردة يعني الناس لا يعرفون أن السلطان يحبس، أن السلطان يجلد، أن السلطان يعاده، لكن شخص ترى أنه مثلك في المنزلة والمكانة يقوم يتولى يعني تأديبك أو ضربك أو كذا، هذا شيء يثير فتنة ومشاكل في البلاد يعني على كل واحد أن يعرف الذي عليه، علينا أن نربي، علينا أن نعلم، علينا أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر في الحدود التي لا تصل إلى درجة أن نصطدم، ونحدث الفتن داخل المجتمع.
2021-11-15 07:31:41