فضل الصدقة
السؤال :
الصدقة تطفئ غضب الرب جل وعلا والله عز وجل امتدح المتصدقين في أكثر من آية فقال تبارك وتعالى أن الله يجزي المتصدقين والصدقة هي من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام وهي رُبما تلخص كثيراً من المفردات حول التكافل والتضامن وما إلى ذلك وهي من أبواب الخير والبر والإحسان ونحن في هذا الشهر الفضيل وفي هذه الأوضاع المادية التي تعيشها البلد يعني أصبح موضوع الصدقة اليوم من أهم المواضيع التي تطرق ومن أهم المواضيع التي لا تحتاج إلى تنظير فقط، تحتاج إلى توجيه وتطبيق ،نتمنى بإذن الله عز وجل أن تكون هذه الحلقة نبراساً ومفتاحاً لكثير من الناس حتى يتحركوا بأموالهم من الفقراء والمساكين سراً وعلانية على هيئة مشاريع أو إغاثات أو وجبات أو كل أنواع الصدقات ،بكافة أشكالها اليوم البلد بحاجة ماسة لكثير من لفتات المحسنين. شيخ أحمد الصدقة إدراك، الصدقة تطفئ غضب الرب عز وجل ويكفيها فخراً ذلك.|ـــــــــــ|وتجعل رُبما بعض الناس يظن أن هناك علماء اختلفوا هل الزيادة حقيقية أم معنوية بعضهم يرى أنها زيادة حقيقية بحيث لا ينقص يعني لأي درجة وصلت البركة التي تضعها هذه الصدقة.|ـــــــــــ|وكم من أناس بارك الله لهم في مالهم القليل وظل معهم بل وتبارك وكثر وكم من أصحاب أموال طائلة، فجأة فقدوا ملايين الدولارات في الوقت.|ـــــــــــ|نحن أيضاً اليوم يا شيخ نريد رسالة إلى التجار في مثل هذه الأشهر الفضيلة رُبما ليس المطلوب من التاجر الصدقة فقط، أنه يعطي المطلوب منه ,أن ييسر على المديون المعسر, أن يجعل ربحه شيئاً معقولاً نتحدث عن مجتمع متأزم فيأتي التاجر بشراهة يعني يريد أن يربح أرباحاً مضاعفة ما هي الرسالة التي توجهه؟
الإجابة
الصدقة أيكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الصدقة برهان، برهان أي دليل وحجة على إيمان العبد، فالصدقة برهان على إيمانك بالله الصدقة برهان على يقينك بوعد الله ، الصدقة برهان على عبوديتك لله عز وجل الصدقة برهان على تفاعلك مع إخوانك المؤمنين، وشعورك وشعور الإيمان ،لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ،تكافل للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً ،فكل هذه المعاني الصدقة تكون برهاناً عليها إذاً فهذا واحد من الأمور، الأمر الثاني أن الصدقة تدفع أو تحجب الإنسان عن النار فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخبر عن يوم القيامة ومشهد يوم القيامة وكيف يأتي الله عز وجل بالنار يقولها سبعون ألف ملك أو لها سبعون ألف زمام ،لكل زمام سبعون ألف ملك يقودونها قال فاتقوا النار ولو بشق تمرة يعني هذه الصدقة اليسيرة الخفيفة المحتقرة عند كثير من الناس قد تكون حجاباً لوجهك عن النار وذلك اليوم الذي يكون الإنسان فيه في عرصات القيامة وقد دنت الشمس وأخرجت الناس وغاص الناس في العرق بالمقادير التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعبه ،إلى ركبته ، يكون المتصدق من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ،يكونون في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله إذاً فضل الصدقة خير الصدقة كذلك الصدقة إحسان والله يحب المحسنين حسبك أن يكون الله عز وجل يحبك أي مكانة ، أي درجة ينالها الإنسان أي غبطة يغتبط بها المؤمن أكثر من أن يحصل هذه الرتبة أن الله يحبه كذلك ،درجة البر { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِب جَحِيمٍ (14) }
[ سورة الانفطار : 13 إلى 14 ] ،فيكون من هذا الفريق الذي في النعيم ورُبما يشمل نعيم الدنيا والآخرة لن تنالوا البر هذا إلا به { لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ }[ سورة آل عمران : 92 ]فالنفقة من مال الإنسان تجعله فعلاً من أهل البر، تجعله من أهل الإحسان ،تجعله محبوباً عند الله، تجعله مقبولاً عند عباد الله ،الناس مجبولون على التنافس في الدنيا والضعيف يحقد على القوي إذا رأى قوته ورأى إمكانياته ورأى كثرة أمواله دون أن يصل إليه منه شيء ،فإذا كان هذا الغني التاجر صاحب الأموال ينفق منها ويقول بها هكذا وهكذا وهكذا، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه فإنه سيكون محبوباً مقبولاً عند الناس ، سينال الدعوات الصالحة من أناس يعني يكتوون بنيران الفقر والحاجة والحرمان ،إذا جاءت هذه الصدقة فنقلتهم من حالات ومواقف يعني قد ضاقت بهم السبل وخنقوا من أطفالهم ،من زوجاتهم ،من الجوع الذي يحاصرهم الحاجة التي تلاحقهم ، عندما تمتد أيدي المحسنين إليهم بهذه الصدقات فإنهم يحبونهم و يبجلونهم أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فطالما استعبد الإنسان إحسانه ،فالصدقة بهذا المعنى هي خير لك ،خير لمجتمعك ،خير لك أيضاً إذا لقيت الله تبارك وتعالى بركة في أموالك وقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة أنه (ما نقص مال من صدقة) بل هي تزيده .
ـــــــــــــــــــ
لا شك وليست بالضرورة أن يأتي من السماء مال، فيسكب فوق مالك ولكن يسهل الله عز وجل أسباباً لا تدركها أنت ولست مفكر فيها فتصب فوق هذا المال بشكل مادي ألا أنك أنت لم تكن تتوقعه تتوقع خمسين، أعطاك سبعين تتوقع أنه مدخل من جهة من جهتين لثلاثة ،أعطاك عشر جهات تصب عليك هذا المال فيكون التعويض.
ـــــــــــــــــــ
في وقت گثر فيه الشح والبخل الأنانية، حب الذات.
ـــــــــــــــــــ
أقول أن الطمع والجشع هو موجود عند الناس وموجود عند التجار للأسف بشكل أكبر كلما ازداد المال، كلما زاد الشح ،كلما زاد الجشع ،كلما زاد الطمع، كلما اتسعت الآمال في تكسير هذه الأموال ،لكن الإنسان المؤمن الإنسان العاقل حتى فإنه يقهر هذه الطباع بالآمال العظيمة والأخلاق الكريمة التي يتحلى بها ,فيتغلب على الأخلاق المحيطة به وقد صورها النبي صلى الله عليه وسلم وكأنها درع ذو حلقات محيط بجسده وعلى يديه ،فكلما أراد أن ينفق تقلصت هذه الحلقات حتى تكف يديه وتغلهما إلى حلقه أو إلى عنقه ،لكن بالعقل بالتبصر في مآل أمواله ومآل نفسه ومآل مجتمعه وفيما يتحدد له من الخير بالإنفاق يتغلب على هذا الأمر نعم لا يجوز وحرام على الإنسان أن يحتكر من أجل أن يكسب الأموال على آهات و تأوهات الفقراء والمساكين وضجيج و بكاء الأيتام والأرامل والفقراء الذين لا يجدون بل وبعضهم يتنصف حسبي الله على فلان الذي كنت أستطيع أن آخذ غذاء لأولادي بالمئة ريال وإذا به يحرمنا لأنه صيره مئتين ،بثلاث مئة ما استطعت حسبي الله عليه، ماذا تساوي هذه الكلمة إذا جاءت من ملهوف من فقير ،من محتاج، من متضرر يتلوى عليه أطفاله من الجوع ،كيف تكون أعطيك مثال وقصة عجيبة رجل أظنه من الصحابة كان له مال قادم من العراق أو من الشام إلى المدينة من التجارة ،ستكسبه وهو في وقت فقر وحاجة وقلة أمطار والناس متلهفون سيشترونها بأي ثمن فلما اقتربت من المدينة رأى أثر السحاب يعني بشارات الغيث والرحمة والأمطار فوضع في نفسه ليتها تأخرت حتى يبيع بثمن أعلى بضاعته ،ثم أفاق من غفلته صاده الشيطان في حال الغفلة تذكر وانتبه أعوذ بالله ،أكره رحمة الله أكره الفرج الذي يأتي به الله للمسلمين من أجل مصالحه و مكسب يعني سيكون أليت على نفسي ألا أبيع شيئاً منها أن أجعلها صدقة لله عز وجل ،فتبرع بها كلها ولم يأخذ منها ريالاً واحد أي لا دينار ولا درهم ،فهذه هي النفوس الآن كان قد يغفل نعم ،لكن عليه أن يتذكر عليه أن يراجع نفسه عليه أن يعيد حساباته الحقيقية حتى في الدنيا والله إن محق البركة وإن تسليط أسباب تفريغ الأموال وتشتيتها وهلاكها لكثيرة جداً يسلطها الله على هؤلاء ،اليوم يفرح حينما يرى أن الدخل اليومي ارتفع وأن الرصيد ارتفع ولكنه لا يدري ما وراء ذلك من أسباب ما تذهب هذه البركة وتذهب هذه الأموال ،ثم تعود عليه وبالاً من حيث تحسره وندامته على ما فقد وأيضاً على ما يلقاه في المجتمع وبغضاء وأحقاد ،فليتق الله إخواننا وليكونوا كآبائهم وأجدادهم الأشعريين الذين ضرب بهم النبي صلى الله عليه وسلم المثل كما في الصحيح أنه أخبر صلى الله عليه وسلم قال الأشعريون إذا أرملوا في السفر أو قلت أزوادهم في أو أقواتهم في المدينة ،جمعوا ما عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية أولئك مني وأنا منهم أتصور هذه الميزة أتصور أيضاً الإيثار عند الأوس والخزرج ،عند الأنصار نعم حينما فضل الضيف على نفسه وعلى أولاده وأعطاه كل ما عنده في البيت وبقي هو وأولاده ،فهنا قال الله تبارك وتعالى { وَيُؤْثِرُونَ عَلٰى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ} ومن يوقى هذا موضع الشاهد {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[ سورة الحشر : 9 ].
2021-11-16 10:35:48
فتاوى : فتاوى صدقة التطوع   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63666

إعكاء صدقة المسجد لإمام المسجد

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

أحمد بن حسن سودان المعلم
55575

حكم الصدقة والاقتراض من المال الحرام

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

علي بن محمد بارويس
61012

التصدق من المال الحرام

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63641

آداب حمل الجنازة

فتاوى العبادات / فتاوى الجنائز

أحمد بن حسن سودان المعلم
64159

صلاة المسافر خلف المقيم دون أن يتم معه

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة الجماعة

أحمد بن حسن سودان المعلم
63661

من أحكام الميراث

فتاوى مجتمع وأسرة / فتاوى الميراث

أحمد بن حسن سودان المعلم
64078

فضل الصلاة والسلام على النبي

فتاوى الذكر / فتاوى الأذكار والدعاء

أحمد بن حسن سودان المعلم
63373

لا زكاة في مال الصدقة

فتاوى العبادات / فتاوى الزكاة

أحمد بن حسن سودان المعلم
66308

الصدقة والميت

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع