قراءة البسملة جهرا في الصلاة
السؤال :
ما حكم قراءة البسملة جهراً في الصلاة؟
الإجابة
هذه المسألة مسألة الجهر بالبسملة أو الإسرار بها من المسائل الخلافية، فمِن العلماء ومن أشهرهم الشافعية يرون أنها السُنة أن تقرأ البسملة جهراً في الصلاة الجهرية إذا جهر بقراءة الفاتحة، إذا جهر بقراءة السورة، فإنه يجهر فيها بالبسملة. والحنابلة وبعض المذاهب الأخرى يرون أن الصحيح هو الإسرار بها، ولكل دليله فأدلة الإسرار بالفاتحة في البخاري وغيره حديث أنس أنه لم يسمع الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبا بكر ولا عمر يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، في رواية يسرون طبعاً رواية خارج الصحيح أنهم يسرون الذين يرون الجهر البسملة أيضاً يرون آثاراً بعضها قد يفهم منه الرفع؛ أي أنه منسوب إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم كحديث أبي هريرة أنه قال لأصلين بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لما جاء إلى القراءة قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ الحمد لله رب العالمين، فإذا هذا حديث يصححه جمع من علماء، ويعتبره الشافعي دليل على الجهر وعلى كل حال هي مسألة خلافية، ولكلا طرفي الخلاف دليله و لا حرج إن أسّر أو أجهر، الصلاة صحيحة عند الجميع إن أسّر بها أو جهر بها ذلك لا يؤثر على صحة الصلاة.
الإشكال الذي يجب أن ننتبه له في المسائل الخلافية في الصلاة الإسرار أو الجهر بالبسملة القنوت في صلاة الفجر، أو عدم القنوت ونحو ذلك من تقديم الركبة واليدين في هذه الأمور الإشكال فيها أن نتنازع، و أن نتصارع، و أن يعلن بعضنا على بعض النكير بسببها أو أن ينفر بعضنا من الصلاة خلف بعض لأن فلاناً لم يأتي بالذي اعتقد أنه الصحيح أبن مسعود رضي الله عنه فقيل عن صلاة عثمان بن عفان رضي الله عنه فهمنا أنه خطأ خلاف سُنة الرسول صلى الله عليه وسلّم حين أتم الصلاة الرباعية، فلمّا جاء في الصلاة التي بعدها صلاة العصر صلى معه فقيل له أنك قد أنكرت عليه أنه صلى أربعاً، ثم عدت فصليت معه قال الخلاف شر فينبغي أن لا نسمح لهذا الخلاف أن يبرز في مساجدنا، و أن يتفهم بعضنا بعضًا، و أن نصر على كل واحد منا يريد أن ينفذ ما يريده هو و أن يطيع الآخرون و يتبعونه.
2021-11-15 07:31:46