كفارة الكبائر
السؤال :
هل هناك كفارة للكبائر أو توبة تمحي كبيره من الكبائر؟|
الإجابة
الإنسان إذا ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب يحتمل فيها أمرين:
الأمر الأول أنْ تكون هذه تتعلق به لا تتعلق بحقوق الأدميين يعني لا يتعلق بحق من حقوق الأدميين، فهذه يكفي فيها التوبة النصوح على الإنسان يستغفر الله ويتوب إليه ويندب على الفعل، ويعزم على ألا يعود فإذا فعل ذلك غفر الله ذنبه بإذن الله جل وعلا، وليحرص أيضاً على الصدق في التوبة ومن الصدق مثلاً أن يبتعد عن أسبابها ما هو الذي قاده إلى هذا؟ لأن كثير من الناس يقول أنه يعمل الذنب ثم يرجع ما هو السبب؟ تجد كثير أنه لم يعالج السبب والمشكلة، فإذا لم يعالج سبب المشكلة تجده أنه يرجع للذنب ومع هذا نقول له تب، ولو عدت مرات، لكن أيضاً لابد أن يعلم أنه يعالج السبب الذي وقع بسببه في المعصية، أما أنه يستكثر على الله عز وجل أن يتوب عليه، فهذا يعتبر من سوء الظن بالله جل وعلا والله جل وعلا يغفر الذنوب جميعاً حتى وإن كانت كُفرًا والعياذ بالله " قُلْ ي عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [ سورة الزمر : 53 ] اسرفوا أي في الذنوب اه، والمعاصي الكبائر " لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ" فنهى الله عز وجل عن القنوط فيعتبر الإنسان يعتقد أنه لا يغفر الله له وهذا قنوط وهذه تعتبر قريبة من الكفر يعني القنوط من رحمة الله هذا ذنب عظيم أعظم من الذنب الذي ارتكبه الإنسان نفسه، فينبغي للإنسان أن يحذر من ذلك وليعلم أنَّ الله عز وجل يقبل توبة عبده إذا تاب، و إذا صدق في توبته، وعليه كذلك أمر الآخر أن يكثر بالاستغفار و الأعمال الصالحة "إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات ۚ ذلك ذكرى للذاكرين"
[ سورة هود : من آية 114 ] لذلك الله عز وجل جعل الصلوات هذه كّفارات، وجعل الأعمال الصالحة تكّفر الذنوب، فكلما أكثر الإنسان من الأعمال الصالحة؛ كان ذلك سببًا من أعظم الأسباب لذهاب أثر الذنوب والله اعلم.
2021-12-15 13:43:11