مراعاة الدين للكبار والضعفاء
السؤال :
قصة الأعرابي الذي اشتكى من طول صلاة الصحابي معاذ بن جبل.
الإجابة
جاء ذلك في خبر معاذ رضي الله تعالى عنه، لما أطال معاذ الصلاة والأعرابي كان مشغولًا فخرج فجاء واشتكى ، قال هذا منافق فقال جاء للنبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا رسول الله إن معاذاً يمكث عندك ، ثم يرجع إلينا يعني متأخر في صلاة العشاء ويقرأ الآن السورة الطويلة". فالنبي صلى الله عليه وسلم غضب على ما قال له إفتان يا معاذ ، يعني هلا قرأت بسبح أو الغاشية والشمس وضحاها ونحوها يعني ، يشير عليه أنْ يخفف علي من يصلي خلفك ، يصلي خلفك المريض و ذو الحاجة ، فينبغي مراعاته ، الضعيف وذو الحاجة ، فينبغي مراعاة مثل هؤلاء فقال له ومتى تحسن أنت يعني ما تقرأ أنت ، قال يعني إني أقرأ الفاتحة ونحوها ولا أحسن دندنتك مع ذلك يعني ما أحسنت قال وما تقول أنت؟ قال:" اللهم أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"، قال حولها نجدد حولها فصحيح هذا يدل على أن الإسلام فيه من البساطة ، هو يستوعب العالم الكبير ويستوعب العامي والجاهل والمتعلم وكل الناس وكل طبقات الناس وكلهم إلى الله عز وجل ،يسير ولهم طرق متعددة والله عز وجل يتقبلهم ، لكن في نهاية الأمر كذلك إرشاد ، كما قال الله عز وجل أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "، ]سورة الزمر: 9[ ، الناس تتفاوت في العلم ، التفاوت في الفعل وكل ما كان الإنسان أكثر علماً ، أكثر فهماً أكثر إدراكاً ، أكثر معرفة ، كان هذا أكثر عبودية لله جل وعلا وأيضاً يوفق يعني من شرطي العمل في القبول له شرطان مهمان الإخلاص والمتابعة ، الإخلاص :وهو قصد أن يقصد الإنسان بعمله وجه الله عز وجل ولا يقصد بذلك أحداً سواه. والمتابعة :هو أن يكون وفق شرع الله جل وعلا. وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هذان شرطا قبول العمل، فلو اختل أحدهما لم يقبل العمل ، لا يقبل عبادة إلا إذا كانت موافقة ؛ بل هي مقتضى شهادة أنَّ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتضى الشهادة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع ، فنحن نعبد الله بما شرع محمد صلى الله عليه وسلم نصلي كما صلى، نصوم كما يصوم ،نحج كما يحج ، صلوا كما رأيتموني أصلي؛ لتأخذوا عني مناسككم قال النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا سائر العبادات ومنها هذا الدعاء فندعو الله عز وجل كما دعا محمد صلى الله عليه وسلم نحرص على ذلك كل ما كان الإنسان موافقاً للسنة بعمله ،حريصا ًعلى فهم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على ذلك وفق للخير وهو باب النجاة له للوصول إلى الدار الآخرة.
2021-12-15 13:43:07