تحسين الصوت في قرآة القرآن لخطبة الجمعة
السؤال :
هل يجوز لخطيب الجمعة أن يقرأ آيات من القرآن أثناء خطبة الجمعة مرتلة بصوت حسن؟
الإجابة
لم يؤثر هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن السلف الصالح والسبب في ذلك أن ثمة فرقا بين قراءة التلاوة وقراءة الاستشهاد والاستدلال، فقراءة التلاوة ترتل بأحكام التلاوة والترتيل، أما قراءة الاستشهاد فقط فلا ترتل الآية، وإنما تقرأ قراءة سليمة من اللحن.
قال العــــلامة بكـــر أبـــوزيــــد- رحمه الله- في تصحيح الدعاء ص: (٤٥٠): مما أحدثه الوعاظ، وبعض الخطباء في عصرنا مغايرة الصوت عند تلاوة الآيات من القرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة، وهذا لم يعرف عن السالفين ولا الأئمة المتبوعين، ولا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا، وكثير من السامعين لا يرتضونه، والأمزجة مختلفة، ولا عبرة بالفاسد منها، كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر الأمة وسلفها، والله أعلم .
وفي حديث جابر بن عبد الله كما في صحيح مسلم أن النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا خطب احْمَرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش؛ يقول: «صبحكم ومساكم»، ومنذر الْجَيش لا يتصور أنه فِي تلك الْحَالة الْمُفزعة يتغنى بصوته ويُحسنه .
وفِي صحيح مسلم من حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها أنها قالت وما أخذت ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾; [ق: 1] إلا من فِي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ يقرؤها كل جُمعة على الْمِنبر إذا خطب .
ولَم تنقل هي ولا غيرها أن النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسن صوته فِي حرف واحد منها، وقد نقلوا عنه تَحسين صوته فِي قراءته لسورة التين فِي صلاة العشاء كما فِي صحيحي البخاري ومسلم : قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «سمعت النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ فِي العشاء بـ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾. فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه».
ولا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم والله الموفق
2021-09-18 07:52:56