0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العبادات/ فتاوى الصوم/ وصايا شهر رمضان
وصايا شهر رمضان
السؤال :
ما هي وصيتكم للناس في شهر رمضان؟
الإجابة
ينبغي لنا في هذا الشهر الكريم أن نحرص على القيام فيه لعظم فضل القيام، وقبل ذلك نحرص على الأعمال الصالحة مطلقاً، وبذلك لشكل الصلاة أداء الصلوات في اوقاتها يعتبر من اهم الأشياء التي ينبغي رعايتها والاهتمام بها، ولعل في هذه الحلقة أيضاً انبه إلى ما يقع فيه بعض الصائمين من الأخطاء، فهناك يعني يغلب على كثير من الصائمين وهو كثير في الناس هو عدم الفقه في دين الله جل وعلا، وعدم السؤال وعدم معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً في الصيام وفي سائر الأعمال التي يكلف العبد بفعلها من صلاة وصيام وزكاة وحج ونحوها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح "من يرد الله به خيراً يفقه في الدين" فينبغي للمسلم أن يحرص على الفقه في دين الله جل وعلا بمعرفة الأحكام الشرعية، وفي هذه العبادة العظيمة وهي عبادة الصوم أن يعرف حكمها وشروطها واركانها، وما يجب فيها وما يفسدها أي ما يبطل هذه العبادة، ويعرف أيضاً آدابها وسُننها ونحو ذلك، فإن الإنسان إذا تفقه في العبادة واداها على الوجه الشرعي، كانت بأعلى المنازل وكانت أرجى للقبول عند الله عز وجل، وربما يقع الإنسان في مفسد أو مبطل وهو لا يشعر، و أيضاً من أخطاء كثير من الصائمين أنه ربما يتحفظ كثير من الصائمين عن الطعام والشراب والمفطرات، ولكنه لا يتحفظ عن المحرمات عن الوقوع في الحرام سواء كان باللسان وهو أكثر ما يقع فيه الناس يعني من الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور ونحوها، والتحريش بين المسلمين كل هذا من أعظم آفاات اللسان التي ينبغي الإنسان يصون الإنسان نفسه فيها سواء كان صائماً أو غير صائم، فينبغي حفظ لسانه كحفظ جوارحه حفظ سمعه وبصره من أن يرى أو يشاهد المحرمات أو أن يبصر إلى ما حرم الله عز وجل، وكذلك يحفظ سمعه من القول الباطل ومن الخنا والفجور ونحوها ومن السماع المحرم، كل هذا ينبغي أن يحفظه ويحفظ نفسه أيضاً يحفظ نفسه من الوقوع في أكل الحرام كالربا و أكل أموال الناس بالباطل وبالغش وغير ذلك، يحفظ جوارحه، يحفظ فرجه يحفظ يده ولسانه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمر بأن من اعتدي عليه ألا يقابل الإساءة بمثلها في الصيام، ولذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم "فإن شاتمه أحد أو قاتل فليقل إني امرؤ صائم "فقوله إني امرؤٌ صائم تذكير لنفسه بأن لا يقع في ذلك، فتجد بعض الناس بدل أن يكون عنده الصبر في أثناء صومه، تجد أنه يضيق نفساً بالناس، ويتلفظ بأقذر العبارات وينسى نفسه، ويتكلم بما لا يجوز وهو بذلك قد فوت على نفسه فائدة الصيام، فينبغي للإنسان أيها الإخوة أن يحرص كل الحرص على حفظ صومه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن مسعود عند الترمذي أمر اصحابه بقوله استحيوا من الله حق الحياء، فقال الصحابة يا رسول الله كلنا يستحي من الله فقال، ليس ذلك لكن من استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى والبطن و ما حو ذكر الموت والبلى، أي ذكر أنه يموت ويبلى وتفنى عظامه، وتبلى عظامه في قبره ومن ترك الزينة الدنيا ومن ذكر أقبل على الأخرة ترك زينة الدنيا، فإذًا ينبغي الإنسان يحفظ رأسه وما وعى من سمع وبصر ولسان، ويحفظ البطن وما حوى يحفظ البطن، وحوى أي لا يدخل في بطنه إلا اكلاً حلالاً طيباً، ويجتنب المحرمات، وكذلك يشمل ذلك حفظ قلبه و حفظ جوارحه يده و رجليه، ويحفظ فرجه، كل هذا يدل على أن هذا هو حقيقة الحياء، فينبغي للإنسان أن يستحي من الله حق الحياء أعظم من يستحي من الناس، أيضاً من الأمور التي أخطئ كثير من الصائمين الاسراف والتبذير، ربما هذا يقع من بعض الناس وخصوصًا في رمضان وكله بحسبه يعني لا يقول أنا من الفقراء لا أسرف لا تجد كثير من الناس في رمضان يبالغون في المآكل والمشارب كله بحسبه والله عز وجل يقول "وَلَا تُسْرِفوا إنه لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "[ سورة الأعراف : من آية 31 ] وقوله جل وعلا " وَالَّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلك قَوَامًا "[ سورة الفرقان : 67 ]فينبغي الإنسان ألا يكون مقتراً، و ألا يكون مسرفاً، فهذا مذموم قوله جل وعلا " وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانوا إخوان الشياطين ۖ وَكَانَ الشَّيْطٰنُ لربه كَفُورًا (27)  "
[ سورة الإسراء : من آية 26 إلى 27 ]، فينبغي للإنسان أيها الإخوة أن يبتعد عن التبذير وعن الإسراف في المآكل والمشارب والمطاعم، وهذا ربما يحصل كثير من الناس، ولذلك تجد أنه يكلف أهله أن يعملوا ويطبخوا له طبخات كثيرة ويشغلهم حتى عن الذكر والقراء غيرها، وكان الأفضل ألا يجعل يوم صومه أكثر من يوم فطره من اهتمامه بمأكله ومشربه لا بأس أن يأكل ويشرب، ولكن باعتدال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كلوا واشربوا ولا تسرفوا من غير شرف ولا مخيلة"، فأذن الله عز وجل لنا بأن نأكل و أن نتمتع بالطيبات، ولكن في حد الاعتدال، أيضاً من الأشياء التي أحب أن أنبه إليها، وهو يقع من أخطاء بعض الصائمين الاعتداء في الدعاء وهذا يقع كثيراً، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم  عن أمته أن يكونوا أقوام يعتدون في الدعاء، ومعنى يعتدون في الدعاء أي بمعنى يخرجون عن الحد المشروع من ذلك رفع الصوت كما قال الله جل وعلا " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إنه لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "[ سورة الأعراف : 55 ] فرفع الصوت بلا حاجة هذا من الاعتداء، ومن الاعتداء أن يعدوا بالإنسان بقطيعة رحم أو بالقطيعة رحم أو شرك أو ما لا يجوز وبالاعتداء أن يتكلف في الدعاء بالسجع ونحوه ما يقع كثير من الداعين ، إذاً ينبغي عدم التكلف والمبالغة في الدعاء، من ذلك على سبيل المثال تجد أن من الدعاء ممن يدعو أو خصوصاً بعض الأئمة أنه يطيل اطالة بالغة في الدعاء، وكان ينبغي له أن يحرص على جوامع الدعاء، وعلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فانه من جوامعه وكذلك على الأدعية الثابتة من الكتاب والسُنة، فهي أفضل واكمل واجمل، واجمع ليس فيها مبالغات، وليس فيها الزيادة في الوقت والله أعلم،  إذاً ينبغي الحرص بارك الله فيكم على الدعاء والدعاء يعتبر من أفضل الأعمال ولعله ان شاء الله نتحدث عنه بتفصيل أكثر في حلقات لاحقة ولأهميته وخصوصًا في شهر رمضان وفي سائر الأحوال، لكن ينبغي التأدب بأدب الدعاء، ومنها عدم الاطالة والاعتداء، ومنها عدم السجع والتكلف، ومنها مثلاً بعض من يدعو تجده يتحدث كأنه يعظ موعظة يعني يتحدث عن القبر والدود أمور يعني كأن هي أشبه بموعظة منها بالدعاء، وهذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء، وهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"يكن أقوام من أمتي يعتدون في الدعاء" فالذي أنصح نفسي وإخواني بالاعتدال في ذلك، فهو المحبوب لله عز وجل أيضاً من الأمور التي يقع فيها كثير من الناس أنهم ينامون وقت السحر تجده أنه يسحر ربما بعضهم أكثر الليل فإذا جاء وقت السحر نام، وهذا النوم وقت السحر ليس الأفضل؛ لأنه يفوت عليه أموراً منها على سبيل المثال كثير من الناس يفوته بسبب نومه في وقت السحر ربما فاته الفجر وهذا لا شك أعظم غبناً؛ لأن من فاته صلاة الفجر فقد فاته خير عظيم و أجر عظيم مرتب عليه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، فمن فاته صلاة الفجر فقد فاته خير عظيم"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث :"من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء في ذمته"، الأمر الثاني أنه فاته وقت فاضل الاستغفار ومن أفضل أوقات الاستغفار هو الاسحار كما قال الله عز وجل " وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "[ سورة الذاريات : 18 ] فينبغي للمسلم أن يكون من أهل الاستغفار في هذا الوقت الفاضل، ويحصل أيضاً أنه يفوته ربما كثير بسبب ذلك، بسبب نومه فوته أن يتسحر و أن يؤخر سحوره ؛لأن من سُنة السحور أن يكون متأخراً أي قبل الفجر بقليل كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو من علامة فلاح المؤمن، وكذلك اكلة السحر تعتبر من الاكلات الطيبة المباركة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها ونبه إليها فسمى النبي صلى الله عليه وسلم أكلة والسحور سماه الطعام المبارك، و أحث َّ النبي صلى الله عليه وسلم على السحور فقال :" فإن السحور بركة"، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يعرض عن السحور مع ما فيه من فضل و أجر وموافقة لسُنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً في الحديث الصحيح فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، وفي ذلك أحاديث أخرى تبين أهمية السحور وتأخيره على هذا الوجه أيضاً من الاشياء التي تفوت كثير من الصائمين إهمال قراءة القرآن، و شغال عنه فتجد كثير من الناس ليس له ورد ثابت في قراءة القرآن، وكان ينبغي له أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر قراءة القرآن بل كان يدارسه جبريل كل ليلة القرآن، وقد كان السلف رضوان الله تعالى عليهم يحرصون على قراءة القرآن مطلقاً في سائر العام، ولكن في رمضان كانوا يحرصون على قراءته أكثر، فربما بعضهم ختمه مرات كثيرة بل ربما بعضهم ختمه في أقل من ثلاثة أيام أي في يوم أو ختمه مرات في يوم واحد، وإن كان الأفضل ألا يختمه في أقل من ثلاثة أيام، لكن من الزهد العظيم أن الإنسان يزهد عن كتاب الله، وعن فضله وعن ما ترتب عليه والانشغال بأمور الدنيا، أو بالأقاويل أو بالجلسات اللهو أو بالانشغال بأجهزة الاتصال ونحوها، كل هذا في الحقيقة وخصوصًا في هذا الشهر العظيم. 
2021-12-15 13:43:16
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
61441

وقت إجابة دعاء الصائم

فتاوى الصوم / فتاوى وجوب صوم رمضان

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
61423

غاية الصوم تدريس النفس على كسر شهواتها

فتاوى الصوم / فتاوى وجوب صوم رمضان

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
61426

تبييت النية

فتاوى الصوم / فتاوى وجوب صوم رمضان

القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
67240

ارتباط القرآن برمضان 

فتاوى القرآن وعلومه / فتاوى علوم القرآن

علي بن محمد بارويس
65169

زكاة الثمار

فتاوى الزكاة / فتاوى زكاة النبات

علي بن محمد بارويس
65970

صلاة المحتلم إماماً ناسياً

فتاوى العبادات / فتاوى الصلاة

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع