ما يفعل من استمنى في نهار رمضان
السؤال :
السؤال: ما حكم من اسمتنى في نهار شهر رمضان وغلبه -وسوس إليه- الشيطان على شهوته، ويقول: إنه استمنى وهو غير متعمد الإفطار، ولم يأكل ولم يشرب وواصل صومه، وقضى ذلك اليوم، فهل الاستمناء محرم؟ وهل يرى أبو حنيفة أنه جائز؟|أرجو من فضيلتكم بيان الحكم مع توضيح الراجح من الاختلاف.|وجزاكم الله خيراً.|
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
الاستمناء حرام على الصحيح من قولي أهل العلم؛ لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج:29-31]
فأحل الله الزواج أو ملك اليمين، وما كان غير ذلك من إفراغ الشهوة وإنزال المني فهو آثم بفعله؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب الذين لا يستطيعون الزواج أن يصوموا، ولو كان الاستمناء حلالاً لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أيسر من الصوم. والله أعلم.
أما الفطر بالاستمناء فإنه قول عامة أهل العلم، وعليه: القضاء والتوبة؛ لأنه وقع في مفسدتين: الأولى: وقوعه في المحرم (الاستمناء)، والثانية: إفساده صوم يوم من رمضان محرم عليه الفطر فيه لغير عذر، والذي أعرفه من أهل العلم المتقدمين القائلين بعدم الفطر بالاستمناء هو ابن حزم، وقد ذكره في المحلى، وأيده بعض المعاصرين، وهو قول يخالف قواعد الشرع المعروفة في الصيام. والله أعلم.
عفا الله عن الجميع، وأصلح الأحوال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وأتباعه.
2021-08-15 07:47:11